شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 504

دونهما يتفاوت درجاتها أو دركاتها .
وأمّا الأعلى من العلينية في الجسمانية التي هي مجلاة روحانيتها بأيمنه وأيسره كلّاً منهما بأعلاه وأسفله فهو مجموع جسمي الفلك العرشي وفلك الكرسي بوجودهما الجمعي ، وكونهما الاجتماعي بما هما جسم مطلقٌ موجود بوجود واحد ؛ فإنّهما بيت واحد سقفه العرش ، وسطحه الكرسي كما تقرر في محله «وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ»۱ ، ۲ وذلك المجموع الجمعي هي الأرض الطيّبة الطاهرة البالغة في الطّهارة التامةُ في كمالها والكاملةُ في جمال العليينية .
وأمّا الماء الّذي فجّر فيها عذبا زلالاً فراتا سائغا شرابه ، فهو بحر قوّتها الهيولانية ، ومادّتها الحاملة لصورتها وهيولاها الرطبية السيّالة المتفعلة المتحركة المتلاطمة المتراكمة ؛ كما قال ۳ قبلة العارفين عليّ أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة التي يذكر فيها ابتداء خلق السّماء والأرض وخلق آدم عليه السلام في جملة ما قال فيها : فأجرى فيها ماءً متلاطما تيّاره متراكما زَخّاره ۴ .

إشارة نورية فيه إنارة عرفانية [في اصدار الموجودات عن الحقيقة المحمديّة]

ولمّا تجلى شمس الضحى شمس حقيقة المحمدية البيضاء بإذن ربها الأعلى تعالى ، وهي العقل الكلّي المسمّى بعقل الكلّ والدرة البيضاء ، كما مضى في الوجود الجسماني بصورة الفلك الكلّي الأطلس المحيط العرشي ، وتحلى اقتداءً بها وخلافة عنها ، بدر الدّجى بدر حقيقة العلويّة العليا بإذن ربّه جلّ وعلا ، وهي النفس الكلية الإلهية المسمّاة بذات اللّه العليا وشجرة طوبى/الف14/ وسدرة المنتهى وجنة المأوى والدرّة

1.القيامة (۷۵): ۹ .

2.قوله : «وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ » سرّ استشهاده بهذه الكريمة هاهنا هو ما سيشير إليه بُعيد هذا من كون الفلك العرشي مجلاةً ووجودا ثانيا لعقل الكلّ والنور المحمدي صلى الله عليه و آله وكون الفلك الكرسي مجلاةً ووجودا ثانيا للنفس الكلية : النور العلوي التي منزلتها من ذلك العقل الكلّي منزلة الإرادة من العلم ؛ كما يشاهد فينا ، من عرف نفسه فقد عرفه ربّه [عوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۱۰۲ ] . «منه رحمه الله»

3.م : - قال .

4.نهج البلاغة ، الخطبة ۱ ، الرقم ۱۱ .

صفحه از 618