شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 510

الكلم ، وهي مجمع مجامع الكلمات التامات .
والعرش الّذي كان على تلك الحقيقة هو مجموع الموجودات والمخلوقات من الدرّة إلى الذرّة ومن الذرّة إلى الدرّة ، وتلك الحقيقة التي هي حقيقة حقائق الأشياء كلّها إنّما هي المرتبة الرابعة من مراتب المشيّة الأربع المسمّاة بالسّحاب الثقال ۱ ، وهي مرتبة جامع الجوامع ومجمع المجامع في الصّفات العليا والأسماء الحُسنى .
وبالجملة فذلك الماء الّذي فُجر في أرض ذلك الوجود الجمعي منزلته من تلك الحقيقة المحمّدية منزلة الصّورة والوجه والظلّ والصنم من الحقيقة والأصل والكنه ، وتلك الحقيقة الجامعة هي : أصل الاُصول واُسطقس الاُسطقسات ، وعنصر العناصر في الأشياء.

تنبيه عرشي [في معرفة البحر المحيط]

فمن هاهنا كان منزلتهم عليهم السلام في أصل الفطرة منزلة البحر المحيط بمحيطات البحار، فضلاً عن عظائم الأودية وكبار الأنهار ، يخرج منهم كليّة المياه وترجع إليهم عليهم السلام «أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ مُّحِيطُ»۲ فإنّهم عليهم السلام لهم ذلك / الف 17 / الاسم المحيط للّه تبارك اسمه ، يدبّر الأمر من سماء ۳ ذلك المحيط بالمحيطات كلّها إلى أرض هذه المحيطات العلويّة ، ثمّ منها إلى هذه الأرض المعروفة ، ثمّ يعرج إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ۴ ، ولم يخرج منه إلاّ إليه.

[نقل حديث الإمام العسكري و شرحه]

وفي القرّة ۵ روى أنّه وجد بخطّ مولانا أبي محمّد العسكري ما صورته :

1.اقتباس من سورة الرعد (۱۳) ، الآية ۱۲ : « .. . ويُنشِئ السحابَ الثقال» .

2.فصّلت (۴۱): ۵۴ .

3.اقتباس من سورة السجدة (۳۲)، الآية ۵ : «يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ...» .

4.اقتباس من سورة المعارج (۷۰)، الآية ۴ : «تعرج الملائكة والروح إليه ...» .

5.قوله : « في القرة » أي قرة العيون . ولقد نقل بعض أصحابنا (في هامش م : وهو شيخ المشايخ الوحيد الفريد أحمد الأحسائي ، أعلى اللّه مقامه) من المعاصرين ـ زادهم اللّه تعالى عزّا وشرفا ـ في كتبه ورسائله عن الدرة الباهرة، وأسند هذه الرواية إليه ، والظاهر أن الدرة الباهرة من علم الهدى «السيد المرتضى » أعلى اللّه مقامه . «منه أعلى اللّه مقامه ونوّر روحه» .

صفحه از 618