شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 511

قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة والولاية ، ونوّرنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية ، فنحن ليوث الوغى ۱ وغيوث الندى ، وطعناء العدى ، وفينا السّيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الآجل ، وأسباطنا حلفاء ۲ الدّين وخلفاء النبيين ومصابيح الاُمم ومفاتيح الكرم ، فالكليم اُلبس حلّة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصّاغورة ۳ ذاق من حدائقنا الباكورة ... الحديث ۴ .
أقول : وفي آخره : وكتب الحسن ابن العسكري في سنة أربع وخمسين ومئتين ۵ ، ونقله صاحب القرة من أوّله إلى آخره ، ولم يتعرّض لشرحه وبيانه بوجه ، وإنّي اُترجمه بعض ترجمة يناسب مقامنا ويشهد لمقام كلامنا الّذي كنا فيه .
فأقول : إنّ المراد من «ذرى الحقائق» هو ما أشرنا إليه قيل ۶ هذا من كون حقيقة ذلك الماء الّذي قال تعالى فيه: «وَ [ كَانَ] عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ»۷ الكلمة الجامعة للجوامع المسمّاة بالحقيقة المحمّدية التي هي حقيقة الحقائق كلّها وذروة ذريها، وهي عنصر العناصر جلّها وقلّها .
وإنّ المراد من « سبع طبقات أعلام الفتوى» والعلم ؛ هو الجبل الشامخ الفائق على سائر الجبال ، سبع طبقات السّماوات / ب 17 / السّبع المعروفة من الخزائن التي في القوس النزولي . وتنويرها «بالهداية» كأنّه كناية عن تبليغ الأمر والنهي التكوينيين اللذين تكون السماوات السّبع ۸ بأهلها مكلّفين بالامتثال والانزجار بمؤدّيهما .

1.الوغى : الحرب.

2.م : خلفاء.

3.الصاغورة بالغين المعجمة ، وفي بعض الكتب من أصحابنا وجدت بالقاف، والمراد على كلا التقديرين هو العرش كما سيأتي . «منه أعلى اللّه مقامه» .

4.راجع : بحار الانوار، ج۲۶ ، ص ۲۶۵ ، ح ۵۰ .

5.قرة العيون ، ص ۴۱۴ .

6.م : قبل .

7.هود (۱۱): ۷ .

8.ح : - السبع .

صفحه از 618