شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 512

ويحتمل غير بعيد أن يراد من تنوير تلك الطبقات السّبع النزولية تسطير أوراقها وألواحها السّبعة تسطيرا قدريا وتنويرا تقديريّا ؛ فإنّها كلّها تكون ألواحا قدرية ، «يَمْحُوا اللّه » فيها «مَا يَشَآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ» . ۱
وأن يراد بسبع ۲ طبقاتٍ سماواتُ القوس الصّعودي العروجي التي هي كليّات طبقات منازل السّائرين ومقامات السّالكين إلى اللّه تعالى ، وهي ۳ : سماء الطّبع ، وسماء النفس ، وسماء القلب ، وسماء العقل ، وسماء السرّ ، وسماء الرّوح ، وسماء الخفيّ، كما هو المعروف بين سلّاك الطريقة وطلاب الحقيقة .
وإنّهم عليهم السلام لهم السّادةُ القادةُ في هذا السلوك العروجي والسفر من الخلق إلى الحقّ والأئمةُ الهداةُ في هذا السير والسفر لجميع الأنبياء والأولياء الأوصياء وسائر الاُمم المعروفة من الجماديّة والنباتية والحيوانية البهيمية والسبعية وغيرها ؛ فإنّ كلّه ـ العوالم والمخلوقات ولا سيّما الناقصات منها في كمالات الوجود ـ كلّها صنائع لهم عليهم السلام وعبيدهم مقتدياته ليهديهم عليهم السلام ، وكل طائفة من الناقصات المستكملات لطاعتهم عليهم السلام ـ بل ۴ بالتقرّب منهم ـ كلّها اُمم لهم عليهم السلام أمثالنا ، وكلّ طائفة منها ناقصة في كمال نوعها الّذي هي مجبولة على طلبه : إمّا مستكفية فيه بعللّه ا المرتبة المنتهية إلى علّة العلل تعالى ـ كالفلكيات العلويّات ـ أو غير مستكفية محتاجة في استكمالاتها فيما يمكن لها من الكمال / الف 18 / إلى أسباب الاتفاقية الخارجة عن سلسلة عللّه ا المتوسّطة ، كالعنصريات السفلبات الّتي هي عالمها عالم البخت والاتفاق جلّها وقلّها كلّيها وجزئيها مجبولةً و ۵ مفطورة على شريعتهم ، سلّاكةً إلى اللّه تعالى على طريقتهم عليهم السلام بإرشادهم وهدايتهم ، قد بُعث من عندهم عليهم السلام رسول من عنصر كلّ طائفة منها يتلو عليها آياتهم عليهم السلام بلسان قومه «وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَا بِلِسَانِ قَوْمِهِ»۶ ويزكّيها ويعلمها الكتاب والحكمة خلافة عنهم عليهم السلام .

1.الرعد (۱۳): ۳۹ .

2.م : سبع.

3.ح : + من .

4.م : + و .

5.م : - و .

6.إبراهيم (۱۴): ۴ .

صفحه از 618