شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 514

تفريع [في إحاطة النور المحمدي على الممكنات]

وبالجملة فمن جملة ما أظهرنا وأشرنا في ترجمة هذا الحديث العسكري اتّضح غاية الاتضاح سرّ ما ادعينا من كون مقامهم عليهم السلام في عالم الحقيقة الإلهية المحيطة مقام محيط المحيطات ومقام إسم المحيط بجوامع الأسماء العظام «أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ مُّحِيطُ»۱ فالمحيط الحقّ هو اللّه جل وعلا.
وإنّما منزلة نور فطرتهم الحقّة الحقيقية ۲ من حضرة الذات الأحدية الأقدس منزلة صفة الإحاطة والإسم المحيط ؛ فإنّ الإحاطة كما روى عنهم عليهم السلام إنّما هي من الصّفات الفعلية له تعالى لا من الصفات الكمالية الذاتيّة ، وفي المرويّ المشار إليه هاهنا ما محصّله : أنّ كلّ من قال بكون حضرة الذّات الأقدس تعالى في مرتبة كنه ذاته الأقدس الأحدية وبحسب نفس ذاته الأقدس محيطا فقد كفر .
وحاصله كما بينّا هو كون الإحاطة من صفات حضرة الفعل ، لا حضرة الذات ؛ وحضرة الفعل المراد هاهنا لنا هو حضرة المشيّة بمراتبها الأربع ، وتلك / الف 19 / الإحاطة هي بعينها الرّحمة الواسعة الرّحمانية المسمّاة بالنفس الرّحماني ، ومن هنا يكون نور نبيّنا صلى الله عليه و آله الّذي أشرقت به السماوات والأرضون رحمة للعالمين ، وهي عنصر العناصر واُسطقس الاُسطقسات في عالم الإيجاد ؛ لأنّه بعينه نفس الإيجاد العام المعبّر عنه بكلمة «كن» التي واحدة بالذات متعدّدة بتعدّد المتعلّقات والمخلوقات ؛ كما قال عز من قائل : «وَ مَآ أَمْرُنَآ إِلَا وَ حِدَةٌ»۳ .

تأييد وتشييد وتوحيد

وممّا يكشف عن تلك الكليّة الاُلوهيّة والإحاطة القيّومية في حقهم عليهم السلام وعن سرّهما ـ كما أشرنا ـ هو ما في الرجبية الخارجة على يد الشيخ أبي جعفر محمّد بن

1.فصّلت (۴۱): ۵ .

2.م : الحقيقة .

3.القمر (۵۴): ۵۰ .

صفحه از 618