شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 520

الدرّة / الف 22 / وهي مرتبة المحمّدية البيضاء ، ثمّ الخروج منها إلى ندوة الذرى وهي مرتبتها المسمّاة بمرتبة «أو أدنى» ؛ كما نقلنا عن العسكريّ ـ روحي له الفداء ـ حيث قال عليه السلام : قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية ، فلولا النفس الأمّارة ومضادّتها ومخالفتها للنّاطقة القدسيّة لما يتيسّر لتلك اللّطيفة ۱ اللّاهوتية السير والسلوك على صراط المجاهدة ، ولم يتحقّق للفطرة ۲ الإنسانيّة مزيّة يستحقّ بها لأن يَسجد ويخضع ويتخضّع ويتخشّع لها الفطرة الملكية.

تنبيه تفريعي [في سرّ جعل الجهل والظلمة والنفس الأمارة]

فانكشف واتّضح من ذلك كلّه سرّ كون الجهل مجعولاً بعين جعل العقل ثانيا وبالعرض ، وكون الظلمة مجعولة بعين جعل النور ، كذلك ۳ كون النفس الأمّارة مجعولة بعين جعل الناطقة القدسيّة تبعا وطفيلاً ، وكلّ ذلك ليُتوسّل ويتوصّل به إلى الغاية القصوى التي هي المقصود ، وفي ذلك سرّ إنزال درّة العقل المسمّى بروح القدس الأعلى بالأمر الإقبالي من ذروة عالم العند وهو عالم قاعدة مخروط النور إلى حضيض دركة غاية البعد ، وهي هاوية ۴ قاعدة مخروط الظلمة ، ثم إرجاعها بالأمر الإدباري للغاية التي بحصولها تتمّ الحكمة ويظهر كمال القدرة ، كما في القدسي : كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اُعرف ۵ .
وفي ذلك أيضا سرّ خطيئة أبينا آدم وسرّ إخراجه وإهباطه من الجنّة ، وسرّ صدور الأمر بهبوط من الجنّة مع إبليس الّذي دلّسه وأزلّه كما قال تعالى : «قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعَا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ»۶ وقال سبحانه : «قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا»۷ ، «كه هم ابليس مى بايد هم آدم» .
وبالجملة فالجهل يعاون العقل ويعاضده في عين المخالفة والمضادة ، وفي ذلك كمال / ب 22 / القدرة وتمام الحكمة ، والكلّ سلّاك سبيل المحبّة مجبولة على الطّاعة ،

1.م و ح : اللطفة .

2.م : للفطر .

3.م : كذلك و(بدل : وكذلك) .

4.ح : - هاوية .

5.اللؤلؤ المرصوع ، ص۶۱ .

6.طه (۲۰): ۱۲۳ .

7.البقرة (۲): ۳۸ .

صفحه از 618