شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 521

«وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ» ۱ . وفي الصحيفة السجاديّة :
ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا ، واخترعهم على مشيّته اختراعا ، ثم سلك بهم طريق إرادته وبعثهم في سبيل محبّته ، لا يملكون تأخيرا عمّا قدّمهم إليه، ولا يستطيعون تقدما إلى ما أخّرهم عنه۲.
وفيها أيضا :
ذلّت لقدرتك۳الصعاب، وتسبّبت بلطفك الأسباب ، وجرى بقدرتك القضاء ، ومضت على إرادتك الأشياء ، فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة ، وبإرادتك دون نهيك منزجرة .۴

نكتة عرشية

والصعاب التي ذلت لقدرته القاهرة سرّ صعوبتها كأنّه هو ما أشرنا إليه من رمز الجمع بين الأطراف المتباعدة المتضادّة المتعاندة من جهة واحدة وكون كمال ظهور القدرة فيه ، وفي قوله «وتسببت بلطفك الأسباب» فكأنّ فيه إشارة [إلى] ما في غاية اللطافة من بعثه تعالى كلّهم في سبيل محبّته ؛ حيث حصر عليه السلام التسبّب بصفة اللّطف ، فلا تغفل!
وقوله « فهي بمشيتك » إلى قوله « منزجرة » كأنّه ناظر إلى قوله تعالى «وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ» فافهم .

رجعة بعد رجعة وكرّة بعد كرّة [في جنود النفس الامّارة]

قد تقرّر وتحقّق في فنّه ومحلّه بالبرهان الباهر عند الأجلّة والأكابر أنّ اُصول جنود نفس الأمّارة واُمرائها التي هي خليفة إبليس الجهل في النشأة البشرية إنّما هي قوى ثلاث : قوة الشّهوة ، وقوة الغضب ، وقوة الهوى المعروفة بمعدن الشيطنة وبقاعدة مخروط ظلمة النكرى ، وهاوية الهوى بتفاوت دركاتها ، أي حقيقة الدركة السّفلى

1.الأنعام (۶): ۱۸ .

2.الصحيفة السجادية ، ص۱۷ .

3.ح : بقدرتك .

4.الصحيفة السجادية ، ص ۵۴ .

صفحه از 618