شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 526

تمثيل فيه تحصيل [في مطابقة الاطوار البشرية الخلقية بالمنازل السّبع]

فمنزلة الطبقة الاُولى منزلة التراب من النطفة ، ومنزلة الثانية منزلة النطفة من العلقة ، ومنزلة الثالثة منزلة العلقة من المضغة ، ومنزلة الرابعة منزلة المضغة من العظام ، ومنزلة الخامسة منزلة العظام من الكسوة باللحم ، ومنزلة السّادسة منزلة الكسوة والاكتساء من الخلق الآخر ثم خلقناه «ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ»۱ .
وظاهر أنّ مرادنا من المنازل السّبع هاهنا هي المنازل الجهليّة من أطوار الفطر البشرية التي أخلدت إلى الأرض ، فلا تغفل!

تكملة فيه تبصرة [في سبب عمارة العالم]

فالأرضون الثلاث الاُصوليّة تنشعب إلى الستّ الفرعيّة المتفرّعة عنها الأرض السّابعة المحيطة بكلّها الواسعة لجلّها وقلّها، المسمّاة بالدّركة السّفلى وأسفل السّافلين ، مستقرّ المنافقين ، وهي أرض العداوة والبغضاء كما مضى . وهذه الأرضون من اُصولها وفروعها كما مرّ في الفصل / ب 25 / المنعقد لبيانها في جملة الفصول السالفة إنّما هي من جنود الجهل الجزئي البشري المعروف بالنفس الأمّارة .
ولكن يجب أن يعلم هاهنا حسب ما قدّمنا أنّ عمارة عالمنا هذا العالم الموصوف بالعالم العنصري والسفلي المعروف بالدنيا وبعالم الأرض في ۲ عرف العامّة والخاصّة ـ من جهة كون الأرض المعروفة ۳ من العنصر الغالب في تكوّن كائنات المواليد المعروفات ـ لمّا كانت بهذه الاُصول والفروع الأرضية السفلية والجهلية الظلمانية ـ ولولا هؤلاء الفراعنة وأتباعهم وأشياعهم الحمقاء والجهلة لما انصلح النظام ، واختل أمر الانتظام ـ كان نظام هذه الأرض المعروفة بين العوامّ بمن عليها وبما فيها كائنا من

1.المؤمنون (۲۳): ۱۴ .

2.م : + عالم .

3.ومن جهة أنّ الأرض قد يطلق ويراد منها عالم السفل ـ وهذا هو أصحّ معنى الأرض ، فافهم! «منه رحمه الله» . المسمّى بصفّ نعال العوالم الّذي لا أسفل منه . «منه أعلى اللّه مقامه» .

صفحه از 618