شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 529

ذلك العالم الكلّ الكلّي ، وتكون من هذه الجهة مجلاته وخليفته ومثاله وصورته .
وإنّها من جهة خصلة كفرها منزلتها في هذا الاُنموذج البشري منزلة الهواء الذاهب بأهله إلى هاوية البوار والنار ؛ كما قال سبحانه : «إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـهِ بِمَا خَلَقَ»۱ في ذلك العالم الكلي ، وتكون من هذه الجهة مجلاته وخليفته ومثاله وصورته .
وإنّها من جهة خصلة بدعتها منزلتها في هذا العالم الجزئي الاُنموذجي منزلة الثرى في ذلك العالم الكلّي / الف 27 / المستنتج منه هذا المختصر الاُنموذجي ، وتكون من هذه الجهة مجلاتها وخليفتها ومثالها وصورتها وآيتها الحاكية عنها .
وإنّها من جهة خصلة عداوتها للحقّ وأهله وبغضائها وعنادها واستكبارها منزلتها في هذا العالم المختصر الصغير منزلة ما تحت الثرى في ذلك العالم الكبير ، وتكون من هذه الجهة مجلاة ما تحت الثرى الّذي هو حسب ما هو المستخرج المستنبط من مرموز هذا الحديث الموصوف بحديث زينب العطّارة في دائرة الظلمة يحاذي ويقابل مرتبة الدّرجة القصوى وذروة الذرى مرتبة «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»۲ في دائرة النّور ، وتكون من هذه الجهة خليفة ما تحت الثّرى ومثاله وصورته الحاكية عنه كما مرّ في نظائرها .

تفريعات عرشية نورية [في مطابقة ما جاء في الحديث بالخصائل الرذيلة]

ويمكن أن يقال قولاً غير بعيد : أنّ خصلة الحرص لناسب خصلة الدّيك في الشّهوة البهيميّة بضرب من المناسبة المعنويّة الّذي يعرفه الخاصّة هاهنا .
وإنّ خصلة البخل المنّاعة للخير كلّه لناسب كلّ المناسبة الخاصّة للصّخرة المجبولة على الصّلابة والإباء والامتناع عن الانفعال والانفجار بماء الحياة الأبديّة «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَ لِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً»۳
.

1.المؤمنون (۲۳): ۹۱ .

2.طه (۲۰): ۵ .

3.البقرة (۲): ۷۴ .

صفحه از 618