شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 532

والمراد من الخيال المنفصل عالم الصّور الملكوتية الجسدانية المجردة عن المادة الهيولانية والمدّة الربانية ، فيكون المراد من الثرى التي عالمها يقابل ذلك العالم الملكوتي الصّوري النّوري عالم خيالات الوهمانية والصور الخيالية ۱ الظلمانية الشّيطانية والتصورات ۲ والتخيلات النكراوية الظلمانية ، الدّاعية إلى البدعة المخالفة لدين الحقّ ، المضادّة للصّراط المستقيم المطلق ، والباعثة على القيام بتأسيس اُسّ وأساس يناقض اُسطقس الدّين المبين ، وينهدم به بنيان الدين المتين «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـئوا نُورَ اللّه بِأَفْوَ هِهِمْ وَيَأْبَى اللّه إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ»۳ المشركون ، فتفطّن جدّا!

تكملة فيه تبصرة [في موقف العداوة والبغضاء]

وأما قصّة خصلة العداوة والبغضاء التي هي الدّرك الأسفل والهاوية والظلمانية ۴ السّفلى البالغة في الخساسة والدناءة الحاوية ۵ الجامعة لجوامع دركات الدناءة ومَجامع طبقات الرّذالة والخساسة ؛ فالوجه في مناسبتها وقرابتها ۶ لما تحت الثرى ، والسرّ في تقارب منزلتهما بل في اتحاد دركتهما التي لا دركة أسفل منها ـ كما مرّت الإشارة إليه غير مرّة ـ غير خفيٍّ على اُولي النّهى ، بل ظاهر واضح جلي لا يخفى ، ولكن لمّا كان هاهنا لطائف نكات يكاد يخفى على اُولي البصائر الثاقبة ـ من طوائفنا ۷ الخاصّة / الف 29 / فضلاً عن غيرهم من قبائل العامّة . تعرَّضنا بيانها بضرب من الإشارة ، فاستمع لما يتلى عليك ، متذكّرا لما ألقينا إليك آنفا في بيان كيفية التقابل من العقل والجهل ومقابلة جنود كلّ من الطرفين بجنود الآخر على مسلك أجلّة السّلف الصّالح بمزيد تصرفات مرّت الإشارة إليها .
ولقد قابلنا هنالك كما قابلوا مرتبة ما تحت الثّرى في سلسلة الدركات بمرتبة الروح التي هي لوح رقائق المعاني المجرّدة عن الهيئة والصّورة والشكل وعن المادة

1.م : الخالية .

2.ح : - والتصورات .

3.التوبة (۹): ۳۲ ، وفي آخره : الكافرون .

4.م : الظمانة . ح : الظلما .

5.م و ح : الجاوية .

6.ح : مراتبها .

7.ح : طوائف .

صفحه از 618