شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 533

الهيولانية والمدة الزمانية في سلسلة الدرجات ، وهي النفس الكلية الإلهية المسمّاة بالدرّة الصّفراء «فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ»۱ وبذات اللّه العليا والجنّة المأوى المحيطة بمحيطات جنات ۲ الأنفس والآفاق ، وبشجرة طوبى وبسدرة المنتهى «طُوبَى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَـئابٍ»۳ وهي اُمّ الكتاب «وَ إِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَـبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ»۴ وهي اللوح الكريم المحفوظ الّذي لمّا خلق اللّه القلم الأعلى وهو المحمّدية البيضاء قال له : اكتب ، فكتب فيه كل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وفيه قال صلى الله عليه و آله وسلم : جفّ القلم بما هو كائن ۵ وفي رواية : جفت الصّحف ۶ . وهي الكتاب المبين وللإمام ۷ المبين اللذين عدد حروف كل منهما بعدد أئمتنا الاثني عشر عليهم السلام ، وبعدد حروف أمير المؤمنين كما فُسّرا به عليه السلام ، وإلى تلك الكليّة الإلهية المسمّاة بالعلويّة العليا إياب الخلق كلّهم ، وعليها حسابهم «إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم »۸ .

[حديث الكميل وبيان حال النفس الكلية]

قال قبلة العارفين أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الجواب عن مسألة كميل بن زياد حين سأله أن يعرّفه نفسه ـ أي كميل ـ في جملة ما قال عليه السلام فيه :
والكليّة / ب ۲۹ / الإلهية لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعزٌّ في ذلّ ، وفقر في غنى ، وصبر في بلاء ؛ ولها خاصيتان : الرضا ، والتسليم . وهذه التي مبدؤها من اللّه وإليه تعود قال اللّه تعالى :«وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى»۹
وقال تعالى :«يَـأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً»۱۰والعقل وسط الكل .۱۱

انتهى كلامه عليه السلام .

1.البقرة (۲): ۶۹ .

2.ح : جناب .

3.الرعد (۱۳): ۲۹ .

4.الزخرف (۴۳): ۴ .

5.راجع : الصحيح البخاري ، ج۸ ، ص ۱۵۲ .

6.المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۳۱۶ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۴ ، ص ۵۹ .

7.م و ح : إمام .

8.الغاشية (۸۸): ۲۶ .

9.الحجر (۱۵): ۲۹؛ ص (۳۸): ۷۲ .

10.الفجر (۸۹): ۲۷ ـ ۲۸.

11.بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۸۵ ؛ شرح الأسماء الحسنى ، ج ۲ ، ص ۴۴ .

صفحه از 618