شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 536

الباطن من العلم يراد من البرّ هاهنا برّ الأجسام والأشباح ، ومن البحر بحر الأنفس والأرواح ، فلا تغفل !
ومن جهة رفع ذلك الفساد العام ودفعه لأجل انصلاح النظام قال سبحانه : «وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا [فِى الْأَرْضِ ]وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَ رِثِينَ»۱ وفي العهدية المهدويّة:
اللهم أرني الطلعة الرّشيدة ، والغرّة الحميدة ، واكحل ناظري بنظرة منّي إليه ، وعجّل فرجه ، وسهّل مخرجه ، وأوسع منهجه ، واسلك لي محجّته ، وأنفذ أمره ، واشتد أزره ، واعمر اللّهم به بلادك ، وأحي به عبادك ؛ فإنّك قلت وقولك الحق «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ» فأظهر اللهم لنا وليَّك وابن بنت نبيّك المسمى باسم رسولك ، حتّى لا يظفر بشيء من الباطل إلّا مزّقه ، ويحقّ اللّه الحق ويحقّقه ... الدّعاء ، وقد ثبت بضرورة من الدين والملّة أنّه تعالى يملأ الأرض قسطا وعدلاً بعد ما ملئت ظلما وجورا .
وبالجملة إنّ أمر المقابلة / الف 31 / بين دركة ما تحت الثرى ـ وهي دركة ما تحت الدّركة السفلى التي لا أسفل منها ـ وبين درجة ذلك الاستواء ـ بعد ما أوضحنا طريقه بما نبّهنا به سبيله ـ بيّنٌ لا سترة ولا مرية فيه ، وسنرجع إليه بإذن اللّه تعالى .
وقد اتّضح تمام الاتضاح من جملة ما أسّسنا وبينّا وأصّلنا وحصّلنا ۲ هاهنا أنّه يجب أن يحاذي ويقابل كلّ درجة من درجات دائرة العقل دركة من دركات دائرة الجهل ؛ إن جنسا فجنسا ، وإن نوعا فنوعا ، وإن صنفا فصنفا وإن شخصا فشخصا ؛ لوجوب التطابق بين آحاد المتقابلين المتضادين كما هو مقتضى ضابطة التضايف .
في قرة العيون في الإشارة إلى ميراث الدّرجات والدركات وتبديل السيّئات والحسنات :
قال بعض أهل المعرفة ۳ : إنّ درجات الجنّة على عدد دركات النار لا محالة ، فما

1.القصص (۲۸): ۵ .

2.م : وحصّلنا وأصّلنا .

3.هو الملّا محسن الفيض الكاشاني .

صفحه از 618