شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 547

كليّة العالم الجسماني الّذي به ۱ حياته واستكمالاته ، والقمر بفلكه أيضا كما مرّ ملاك حياة سدّ العالم ومدارها ، كما تقرّر في محلّه . والقرينة الدّالة على هذا الإحتمال والمؤيّد له هو عدم تعرّض اُولئك الأساطين هاهنا ، أي في مقام كيفيّة استمدادات الشّمس من الأركان وإمداداتها لسائر الكواكب السيّارة بأفلاكها لهذا الرّكن الأصفر المسمّى بالرّوح وبعالم اللطائف والدقائق الجبروتية على حدة ، مع كون هذا الرّكن المعظّم أعظم وأجلّ تأثيرا وأكثر مدخلاً في انصلاح نظام العالم من الركنين الأخيرين التاليين التابعين الخادمين له .
وحصرهم ظاهرا أمر هذا الاستمداد الشمسي في استمدادها / الف 37 / أوّلاً من ذلك الرّكن الأبيض الأقدم ذاتا وصفةً وثانيا ـ كما سيأتي من الرّكن الأخضر ـ وثالثا من الرّكن الأحمر كذلك ـ أي ذاتا وصفة ـ وعدم تعرّضهم صريحا لهذا الركن الأجلّ الأعظم كأنّه صريح في الاحتمال الّذي أظهرنا ؛ فإنّ هذا الرّكن العلويّ من جهة شدة اتصاله وارتباطه بالرّكن المحمّدي ـ بل من جهة اتحاده به بدليل « أنفسنا » حيث استدلّ واحتجّ به حضرة الرّضا عليه السلام على المأمون الغير المرضيّ ـ لا ينبغي أن يستثنى حكمه من حكم ذلك الرّكن النبويّ ، ويتعرّض له على حدة كالتعرّض للركنين الأخيرين ، وإن كان كلّ منهما أيضا من مقامات النور العلويّ ، ولكن انفصالهما بوقوع الواسطة الفاصلة بينهما وبين الرّكن البياضي كأنّه يناسب التعرّض الاستقلالي ؛ كيف لا؟! وقد يعبّر عن الأخيرين في عرف طائفة من العرفاء بالرّكنين الظلمانيين ، ويعبّر عن الأوّلين بالنّورين النورانيين إشارةً إلى قرب الأخيرين من اُفق غرب الظلمات وبُعدهما من اُفق شرق شمس الحقيقة الّذي يعبّر عنه بالحقيقة المحمديّة البيضاء والاسم الّذي أشرقت به السماوات العلى والأرضون السفلى ، وهو مشرق المشارق عندنا ، وكون النّور الأصفر برزخا بين عالم حقائق الأنوار الجبروتية الأيمنيّة وعالم الأنوار الصوريّة الملكوتيّة الأيسرية ـ غالبةً لطافته وروحانيته ومعنويته على إضافته وارتباطه بعالم الصّورة

1.ح : هو .

صفحه از 618