شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 552

حقائق الأشياء كلّها أي في صدر إيجادها ـ كما قال قبلة العارفين عليه السلام في حديث كميل بن زياد : «والعقل وسط الكل» كما مرّ وفي حديث الأعرابي : العقل جوهر درّاك محيط بالأشياء من جميع جهاتها ، عارف بالشيء قبل كونه فهو علّة الموجودات ونهاية المطالب .۱
وكان لهذه الشمس أيضا مدخلاً كليّا فيها ، لكن في ثوانيها التي هي هذه الموجودات ۲ الملكيّة الشهادتية وصفت هذه الشمس ولُقّبت ۳ في عرفهم وجودا ثانيا لتلك الشمس المحمديّة حقيقة حقائق الأشياء وعلّتها ، ومحصّله ـ حسب ما قرّروه في زبرهم هاهنا ـ هو : أنّه لمّا كان العقل الأوّل علّة لأوائل وجودات الأشياء وكانت ۴ الشمس علّة لثوانيها ، سمّيت الشمس بالوجود الثاني للعقل ، وقد حرّرناه وأسّسنا له وعلّلنا بوجه أوفى كما ترى وتشاهد من تقريرنا هذا . ومع هذا لا يكون وجههم هذا دالّاً على كونها حقيقة وجودا ثانيا لذلك العقل الكلّي ، بل إنّما يجري وجههم هذا على مجرى التوسّع والتجوّز فيه على عكس وجهنا كما لا يخفى .
ومع هذا يتوجّه على وجههم هذا مناقشة /الف 40/ اُخرى ؛ حيث لا يكون مدخلية الشمس في ثواني وجودات الأشياء وعلّيتها لها عامّة تامّة شاملة لتمام الأشياء كلّها ؛ لمكان فلك العرش وفلك الكرسي بكواكبه وثوابته وثواقبه اللذين لهما عليّة ومدخلية تامّة لوجود هذه الشّمس ـ كما بيّنا وحقّقنا ـ من جهة تحقّق رابطة الاستخلاف والخلافة فيما بينهما ، بعلاوة سريان سرّ تقدمهما ۵ وعليتهما في كليّة السماوات السّبع والسيّارات السّبعة وما فيها وما بعدها وتحتها من الأرضين السّبع وما يتعلّق بها .

1.شرح الأسماء الحسنى ، ج ۲ ، ص ۴۶ .

2.ح : الوجودات .

3.ح : لقيت .

4.م : فكانت .

5.ح : تقديمهما .

صفحه از 618