شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 553

وهم وفهم [في تعيّنات العقل الكلّي]

ولو حمل ووجّه كلامهم هذا بضرب من التكلف ۱ والعناية على وجه يلزم منه كون بناء وجههم أيضا جاريا على مجرى الحقيقة ، يلزم أن يكون لعينٍ واحدةٍ شخصيةٍ وجودان ثانويان متباينان ، ويلزم من هنا كون شخص واحد بعينه شخصان وهو كماترى .
وأما سرّ اللّزوم : فلأنّ وجود فلك العرش يكون وجودا ثانيا وجسمانيا لذلك العقل الكلّي حقيقة اتفاقا ، فلو كان وجود هذه الشمس الآفاقية حقيقة وجودا ثانيا وجسمانيا له يلزم ما ألزمنا ، ووجههم هذا لا يقوم ولا يفي بدفع هذا كما لا يخفى ، بخلاف ما وجّهنا به ، فإنّه يكون أحد الوجودين الثانويين أصلاً مستخلفا ، والثاني فرعا وخليفة له ؛ فافهم فإنّه لطيف شريف جدّا .

تكملة تفريعية فيه تذكرة وتبصرة [في معرفة أرض الشهوة]

فإذا تحقّقت وأذعنت ووعيت وأيقنت وآمنت وتلقيت بجميع ما تلوت عليك من الآيات وألقيت إليك من التبيّنات ، فاستمع لما يتلى عليك / ب 40 / وتلقى إليك من نتائجها وثمراتها التي تتفرع عنها في باب المقابلة والمحاذاة على حسب ما أسّسنا وأصّلنا بمزيد ما بينّا وأسلفنا بيانه من أساس السلف الصّالح وسيرتهم العادلة في باب المحاذاة والمقابلة .
فاعلم أنّ هذه الأرض وعالمها بما هي أرض الكبر والتكبّر في دائرة الجهل والظّلمة تحاذي وتقابل السّماء الرّابعة ، واستمدادات شمسها من الأركان والأنوار العرشيّة الثلاثة ذاتا وصفةً ، وإمداداتها للسيّارات الستّة بأفلاكها في استمدادات قوّتها المتصرّفة

1.م و ح : التكلف .

صفحه از 618