شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 554

من الأركان والظلمات الجهليّة الفرشيّة الثلاث ذاتا وصفة ، وإمداداتها للقوى الظلمانية الستّ الباقية بمداراتها وكراتها ، واُكرها السفلية المقابلة المضادّة لتلك الأفلاك واُكر العلوية حذو ۱ النعل بالنعل والقذّ بالقذّ ، وهذا هو على حسب ما أسّسنا خاصّة ، فتذكّر .
وأمّا على ما أسّسه وفصّله السلف الصالح كما سلف نقله منّا : فأرض الشهوة في دائرة الظلمة تحاذي وتقابل وتضادّ السّماء الرّابعة ، واستمداداتها من الأركان الجهلية واُصول الظلمات الفرشية ، وإمداداتها لسائر الأرضين الستّ ، وقوّتها المتصرفة تقابل وتضادّ استمدادات الشمس من الأركان العرشية ، وإمداداتها لبواقي السيّارات الستة حذو القذّ بالقذّ كما يظهر بالمراجعة .
ولعلّ مقابلةَ هذه الأرض وعالمها بما هي أرض الكبر والتكبر السبعي الأسدي ـ من جهة كون الحيوان السّبعي الأسدي سلطان السباع / الف 41 / وكون البرج الأسدي برج النير الأعظم الّذي هو سلطان ملك السماوات والأرضين وسلطان سلاطين السيّارات ـ ومضادّتَها بقوّتها السليطة الناشزة القهرية للسماء الرابعة وللشمس التي هي كوكب السلاطين حسب ما اعتبرنا وقرّرنا : أنسب بالمقام ، وأولى في العبرة والاعتبار ، وألصق وأطبق بمساق .
فقام هذا الحديث الزخّار المتلاطم تيّاره الّذي كنّا بصدد شرحه ـ لمكان قوله صلى الله عليه و آله وسلمفيه : «إنّ هذه الأرض بمن عليها» ۲ يجري على مجرى أساس أسّسه اُولئك الأجلّة الماضون واتّبعهم الآخرون كما لا يخفى على اُولى الفضل والنهى . وبناءُ اُسّ أساسهم إنّما يبتني على معنى الأرض الغير المعروفة الّذي مرجعه : المهية السجينية ، والعين الجهلية ، والمادة الظلمانية المهيّأة لأن يُتصوّر بالصّور المتنوّعة لأجناس الجهل وأنواع الظلمة .
وأما بناء هذا الحديث الشريف الصعب المستصعب اللطيف ـ كما أشرنا إليه قُبيل هذا ـ إنّما يبتني على اعتبار هذه الأرض ۳ المعروفة بين الخاصة والعامّة ؛ لمكان تصريحه صلى الله عليه و آله وسلم لزينب العطارة بأنّ « هذه الأرض بمن عليها عند التي تحتها » الحديث

1.م : حدّ.

2.ح : + مما .

3.ح : - الأرض .

صفحه از 618