شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 556

الستّ محدّب السّماء الدّنيا إلى السّماء السّادسة ؛ ليكون مقعّر السّابعة سماء لها ، ولا يكون محدّب السّماء السّابعة أرضا ۱ لعدم وجود سماء من السبع فوقها / الف 42 / فليست ۲ أيضا ، وهذه الأرض التي نحن عليها هي السّابعة السفلى ، وإنّما كانت واحدة مع أنها سبع ؛ لملاصقة بعضها لبعض ، فهي بهذا المعنى واحدة ؛ هذا نهاية ما احتملوا في الحديث الشريف .
والّذي عندي غير هذا ، وإنّما المراد : أرض النفوس والسماوات ، سماوات العقول، وكون كلّ سماء محبوكة ۳ على أرضها أنّها في مقابلتها ، وأنّ ارتفاع كل سماء بنسبة انخفاض أرضه ؛ فسماء الحياة التي هي سماء الدنيا محبوكة على أرض النفوس التي هي تحتنا ، وسماء الفكر محبوكة على أرض العادات ، وسماء الخيال محبوكة على أرض الطبع، وسماء الوجود الثاني محبوكة على أرض الشهوة ، وسماء الوهم محبوكة على أرض الطغيان ، وسماء العلم محبوكة على أرض الإلحاد ، وسماء العقل محبوكة على أرض الشقاوة ، وهي المشار إليها في حديث زينب العطارة وحبابة الوالبيّة ؛ فقد ذكر صلى الله عليه و آله وسلم أنّ الأرض الاُولى في الأرض الثانية كحلقة ملقاة في فلاة قيّ ، والاُولى والثانية على الأرض الثالثة كالحلقة الملقاة في فلاة قيّ ، وهكذا ، ولو أراد بها الأرضين المعروفة لَما حكم بأنّ الدنيا ۴ أصغر من التي تحتها هذه النسبة ، لأنّ الأرضين الجسمية على العكس ، فافهم .

[في معرفة جبال البرد]

وأمّا جبال البرد فالمعروف ۵ عند الحكماء : البرد إنّما يكون إذا وصل البخار الصاعد بحرارة الشمس إلى الطبقة الزّمهريرية ۶ انعقد بردا ، ولكن الشارع عليه السلام أخبر بأنّها جبال وراء السماء ۷ السّابعة ، وأن السماوات السّبع على جبال البرد كالحلقة الملقاة في فلاة قي ، والمحسوس أن ليس ثَمّ جبال . والّذي فهمت : أنّ السماء السّابعة باردة يابسة ، وأنّ المراد بها خارج المركز / ب 42 / لزحل ، وأن المتمّمين في ذلك الفلك بطبيعته كما كان كلّ متمّم بالنسبة إلى خارج مركزه ؛ لأنّ الممثّلات من نوع أفلاكها ، إلّا أنّ ممثل زحل شديد اليبوسة والبرودة ، وهو علّة جمود الماء ، ومنه تستمدّ الطبيعة الزّمهريرية ، وهي جبال البرد أي ۸ التي تحدث عنه في السّحب والزّمهريرية جبال البرد أو أصل ذلك ، أو أنّ تلك القوى المجمدة جبال معنوية ، فافهم.

[في معرفة الثور]

وأما الثور فإنّه مقابل فلك البروج ، وهو للإنسان السفليّ المعبّر عنه بدائرة الجهل صدر أي نفس ، ونكراه هي الحوت المقابلة للعقل المشابهة له ، وفلوسه جهاته

1.ح : أيضا .

2.أي أرضا «منه رحمه الله» .

3.المحبوكة : المحكمة .

4.كأنّه أراد من الدنيا سماء الدنيا ؛ بقرينة ما سبق «منه رحمه الله» .

5.م : المعروف .

6.م : الزمهرريّة . ح : الزمهرية .

7.م : - السماء .

8.م : - أي .

صفحه از 618