شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 558

وأمّا إخراج متشابهات ۱ الكتاب والسنّة ۲ وسائر الآثار المأثورة من ظاهرها وصورتها إلى باطن ما ومعنى من المعاني الباطنية ، وكسر الظاهر وطرحه بالكلية ، فهو ليس من الطريقة الوسطى التي هي طريقة الأنبياء والأولياء والأوصياء عليهم السلام ، وليس فيه رائحة من الرّسوخ في العلم أصلاً ؛ فإنّ علامة استقامة الباطن ـ كما تقرّر في محلّه ۳ ـ طباقه وتوافقه وتطابقه مع الظاهر وإفضاؤه بقاء الظاهر على حاله ، واجتماعهما في الصّدق من جهة واحدة ؛ كما في الرجبيّة الخارجة من الناحية المقدّسة : يا باطنا في ظهوره ، وظاهرا في بطونه . ۴
وفي المعاني قال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم :
يا عليّ ، التوحيد ظاهره في باطنه ، وباطنه في ظاهره ؛ موصوف لا يرى باطنه ، موجود لا يخفى ، يطلب بكلّ مكان ، ولم يخل عنه مكان طرفة عين حاضر غير محدود ، وغائب غير مفقود .۵
وفي الآثار المأثورة : يا من خفي من فرط ظهوره ۶ .
وبالجملة فالباطن الّذي يكسر الظاهر ولا يجامعه ويطرحه / ب 43 / ولا يطابقه فهو خارج عن الطريقة الوسطى ، والاستقامة على سبيل الاستواء ، بل وفي بعض الصّور يكاد ينجرّ إلى طريقة الملاحدة الباطنية الكاسرين الطارحين لظاهر ۷ الشّريعة الّذي هو باب الأبواب في باب السّعادة ، ومفتاح مفاتيح ۸ خزائن العلم والمعرفة .
وهم يستندون في زيد فهم هذه إلى ما قال به طائفة من المحقّقين اُولي البصائر النافذة : «خذ اللباب واطرح القشور » ولم يتفطنوا بمرموز كلامهم ، وكونِ مرادهم من طرح القشور الطرح في القصد والطلب ، وعدم جعل القشور مقصدا ومنزلاً يقصر في السلوك عليه ويُجعل مطلبا يسكن لديه . ينبغي لأهل السّلوك من الخلق إلى الحقّ أن

1.م و ح : مشابهات .

2.ح : - والسنة .

3.م و ح : + أي .

4.راجع : بحار الانوار ، ج۹۸ ، ص ۳۹۳ .

5.معاني الأخبار ، ص۱۰۰ .

6.شرح الأسماء الحسنى ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ و ج ۲ ، ص ۹۶ .

7.م و ح : لظهر .

8.م : مفاتح .

صفحه از 618