شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 559

يتخذوها أبوابا وطرقا ومسالك إلى الحقيقة التي هي حقّ السّعادة والسعادة الحقيقية الحقة بتفاوت درجاتها ، و ۱ إلى هذا الرمز المرموز يأوّلون قوله سبحانه: « فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى»۲ ويَحملونه عليه ويسمّون مقصودهم المرموز بطرح الكونين ، وهذا هو مراد المحقّق المحقّ من قوله : «المجاز قنطرة الحقيقة » بجعله وتنزيله كلّ كون من الدنيا والآخرة الحيوانية الجسمانية المسمّاة بالجنة ـ أي جنّة أصحاب اليمين ـ منزلة المجاز والمعبر والصّراط إلى عالم الحقيقة الحقّة ، لا ما أبدعته ملاحدة الصّوفية من إباحة عشق المجاز المسمّى بعشق الأماردة في عرفهم المنكر ، وقالوا خذلهم [اللّه ] ـ بوجوبه فضلاً عن جوازه .
وبالجملة فالقصر على الباطن البحت في المقامات الثلاثة وعوالمها / الف 44 / ـ أي العلم والحال والعمل ـ خارج عند إخواننا عن الطريقة الوسطى طريقة الأنبياء عليهم السلام ، فأمّا القصر منه ـ دامت بركات فضائله ـ في حل حديث زينب العطّارة وغيره على حمل الأرضين والسماوات المقابلة لها على الأرضين الجهلانية النفسانية البشرية المعنوية وعلى السماوات المعنوية سماوات العقول الإنسانية المضادة للنفوس الأمّارة والبهيميّة والسّبعية والشيطانية النكرائية البشرية ـ من دون أن يحتمل ويحمل على المعنى الجامع بين المعنى والصّورة ، وبين السرّ والعلن والباطن والظاهر ، وبين الرّوح والجسد والقشر واللب ، إلى غير ذلك من الطرفين المتطابقين المتلازمين المتصاحبين ـ فهو كما ترى تقصير خارج عن الطريقة الوُسطى التي قد عُبّر عنها واُخبر في ألسنة الصّدق والعصمة بأن : الحسنة بين السيّئتين . ۳
وتقصير آخر منه ـ دامت بركات شمائله ـ ۴ تفريقه بين المتصاحبين ۵ المتلازمين بتجويزه التفرقة بين المتعاقدين الفطريين المتناكحين تناكحا فطريا ، والتناكح الفطري ـ كما تقرّر في الفن الإلهي ـ وضعٌ وعقد إلهي مستمرّ حله حرام أبدا .

1.م : - و .

2.طه (۲۰): ۱۲ .

3.جامع البيان ، ج ۱۹ ، ص ۴۹ ؛ تفسير القرطبى ، ج ۶ ، ص ۲۱ .

4.م و ح : + و .

5.م : المصاحبين .

صفحه از 618