شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 562

حيث قال صلى الله عليه و آله وسلم : «إنّ هذه الأرض» بالإشارة الحسيّه بعلاوة قوله صلى الله عليه و آله وسلم«بمن عليها» فإنّه أيضا قرينة واضحة كاشفة عن هذه الإرادة في فصيح من الكلام ، كما لا يخفى شيء من ذلك على اُولى الأفهام .

عقد وحلّ [في صفات الأرض وسرّ تعدّد الأرض]

وأما كون الأرض المعروفة التي هي تحتنا واحدة كما اُورد في الرّواية الاُخرى وليست أرض اُخرى تحت هذه الأرض المعروفة ـ كما يشهد له ۱ تلك الرّواية ويعضده كون الأركان الاُمّهاتية أربعة لا خامس لها ـ فحلّ عقدته هو ما أسّسنا وأصّلنا وأحكمنا بنيانه وأتقنا برهانه بعون من منّه ـ جلّ سلطانه ـ من كون اُصول من ۲ مباني عمارة هذه الأرض المعروفة التي تحتنا ـ ونحن نعيش ونتعيّش عليها ـ هنّ ۳ سبع خصال ، هنّ اُمراء جنود سلطان الشيطنة والنكرى وقهرمان الجهل والشقاوة ، ويكون بينهنّ نوع ترتيب يكون ۴ بحسبه كلّ مرتبة منها دركة من دركات الهاوية الظلمانية المترتبة في الهويّ إلى أسفل السّافلين ـ المسمى بالدّركة السفلى وبهاوية ما تحت الثرى ـ والمتفاوتةِ في القرب والبعد منها ، ويكون لكلّ دركة تحتية مهيمنة وسلطنة لما هي فوقها ، ويكون سرّ تعدّد الأرض المعروفة / الف 46 / وسرّ اعتبارها طبقات سبع ـ كما قال تعالى : «وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ»۵ هو تعدد تعلّق عمارة هذه الأرض المعروفة الواحدة بكلّ من هؤلاء الاُمراء السبعة ، وبسلطانه وبقهرمانه في عالمنا هذا ، ولقد أسلفنا نقل حديث قدسيّ محصّله أنّه سبحانه جعل معصية بني آدم سبب عمارة هذا العالم .
وبالجملة فهذا الّذي أسّسنا وأصّلنا فيما قدّمنا هو وجه الجمع بين كون هذه الأرض المعروفة التي تحتنا ونكون نحن عليها واحدة ، وبين كونها سبع أرضين كما مرّ ، ومن

1.ح : - له .

2.ح : - من .

3.ح : - هنّ .

4.م : ترتّب بكون .

5.الطلاق (۶۵): ۱۲ .

صفحه از 618