شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 569

الخزائن الغيبيّة تسع خزائن كليّة ، وهي الأفلاك / الف 50 / التّسعة المعروفة ـ كما ينظر إليه قوله تعالى «يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ»۱ ـ من الفلك العرشي ، ثم الكرسي ، ثمّ فلك زحل إلى فلك القمر المسمّى بخزينة الحياة في جملة هذه الخزائن المترتّبة الزّمانية ، فمجموع تلك الخزائن الغيبية من السّرمدية والدهرية مع هذه الخزائن الزمانية الأفلاكية التسع ثمان وعشرون خزينة ، ويكون مجموع الخمس الدهرية والتسع الزّمانية أربع عشر خزينة من الخزائن العقلية النّورانية ، المجعولة بعين جعلها أربع عشر خزينة جهلية ظلمانية ثانيا وبالعرض ؛ كما يكون أصل الجهل مجعولاً بعين جعل العقل ثانيا وبالعرض .
ولا يمكن ولا يستقيم أن يفرض بحذاء مراتب درجات الخزائن الأربع السّرمدية مراتب دركات من دركات الجهل والظلمة ؛ والسرّ في ذلك هو كون تلك المراتب السرمدية من عالم الحق ۲ والأمر عالم الوجود المطلق ، ولا سبيل للباطل إليه ، وكون طبيعت الجهل ۳ وفطرته بجنوده من عالم الخلق عالم الوجود المقيّد المصدر في محفله العقل الأول المسمّى بروح القدس الأعلى الّذي في جنان الصّاغورة ـ أي جنّة العرش ـ ذاق من حدائق آل محمّد صلى الله عليه و آله الباكورة . ومن هنا كأنّه قيل نظما :

چون ز بى رنگى اسير رنگ شدموسئى با موسئى در جنگ شد۴
فإنّهم عليهم السلام لمّا كان تلك المراتب السّرمدية من مقالاتهم التي هي فوق مقاماتهم الخلقية والمتقدّمة على وجود روح القدس الأعلى الّذي هو باكورة حدائقهم السّابقة الفائقة على جنان الصّاغورة الذائقة روح القدس فيها باكورتها ـ وهي مقاماتهم عليهم السلام / ب 50 / الإلهيّة اللاهوتيّة السّرمدية الفائقة «يَدُ اللّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»۵ القاهرة «وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ»۶ ـ لم يمكن أن يُتصور لهم عليهم السلام ويتعقل بحسب تلك المقامات الإلهية مقابل

1.السجدة (۳۲): ۵ .

2.م : الخلق .

3.م : - الجهل .

4.راجع : مثنوى معنوى .

5.الفتح (۴۸): ۱۰.

6.الأنعام (۶): ۱۸ .

صفحه از 618