شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 571

وبعبارة اُخرى بها يتضح سرّ المدّعى : أنّ التقابل بين خزائن القبيلتين المتقابلتين ـ قبيلة النور وقبيلة ۱ الظلمة ـ هو التقابل بين ملاكي النّور والظلمة المتحدين في الوجود « قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللّه »۲ ، والتقابل بين كلّ نور وظلمةٍ تُقابله وتباينه في الوجود ـ إن نوعا فنوعا ، وإن شخصا فشخصا ـ هو التقابل بين عينيهما المتغايرتين في الوجود « مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ»۳«قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ »۴ .
وظاهر حديث العطّارة إنّما يجري على مجرى الظاهر الجاري على التغاير والتباين والوجود والعين ، وباطنه الّذي هو عالم الخزائن يجري على مجرى الباطن الّذي شأنه الجمع بين المتخالفات والتأليف بين المتنافرات ؛ فإنّ منزلة الجمع ـ كما قد مرّ مرارا ـ لهي المنزلة بين المنزلتين . هذا مع كون الظاهر عنوان الباطن ، فلا تغفل ؛ فإنّه درّة يتيمةٌ من درر الخزائن .

تكملة في مزيد الإفادة في التبصرة [في شرح ما جاء في كيفية حدوث الأسماء]

في الكافي في باب حدوث الأسماء: « عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام / ب 51 / قال:
إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ خلق اسما بالحروف غير متصوّت، وباللفظة غير منطق، وبالشخص غير مجسّد ، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ ، منفيٌّ عنه الأقطار، مبعّد عنه الحدود ، محجوب عنه حسّ كل متوهّم، مستتر غير مستور، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا، ليس واحد منها قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون ، فهذه الأسماء التي ظهرت فالظاهر هو «اللّه » تبارك وتعالى ، وسخّر سبحانه لكل اسم من هذه الأسماء أربعة أركان، فذلك اثنا عشر ركنا، ثمّ خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسما فعلاً

1.م : - قبيلة .

2.النساء (۴): ۷۸.

3.النساء (۴): ۷۹ .

4.الإسراء (۱۷): ۸۴ .

صفحه از 618