شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 574

[تحقيق في الاسم الأعظم]

وأما الأسد الأخضر ۱ منها : إنّ المراد من ذلك الاسم المخلوق المعظم هو الاسم اللّه الأعظم إمام أئمة الأسماء الحسنى ، وإليه ينظر قوله صلى الله عليه و آله وسلم : اُوتيت جوامع الكلم؛ ۲ كما قال تعالى : «وَ عَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَآءَ كُلَّهَا»۳ ، وهو مجموع العالم ، مجموع عالمي الأمر والخلق ، من فاتحة النقطة إلى الذرّة ، ومن الذرة إلى خاتمة الرحمة التي عين تلك اللنقطة ، وهي المرتبة الاُولى من المشية المسمّاة بالوجود المطلق وبعالم الأمر والحقّ ، فعالم المشية بمراتبه الأربع وعالم الخلق بمراتبه الثمانية والعشرين بوجودهما الجمعي الّذي هو مجموع وجود العالم الكلّ الكلّي بأسره هو الاسم / ب 52 / اللّه الأعظم في وجهٍ والاسم الرحمن الأكبر من وجه آخر ؛ كما قال تعالى : «قُلِ ادْعُوا اللّه أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـنَ»۴ ، وذلك الاسم الجامع لجوامع الأسماء كلّها المحيط بجميع عوالم الأشياء ـ حقائقها ورقائقها ، أرواحها وأشباحها ـ بوجوده الجمعي الإحاطي هو الاسم المكنون المخزون المستتر الغير المستور ، والباطن في عين ظهوره والظاهر في عين بطونه والنّور الّذي خفي من فرط الظهور : ليس اسما لفظيا متصوّتا بتصوّت الحروف الملفوظة بالتنطق المعروفة بالتلفّظ والتصوّت ، ولا شخصا مجسّما مجسّدا ۵ ، ولا شبيه ولا شبه له ، ولا مثل له ولا شريك ؛ فإنّه المثل الأعلى له ، تقدّس وتعالى عن المثل والأمثال ، وفي حق ذلك المثل الأعلى قال تعالى : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۶ يعني : إنّ مِثله الّذي هو اسمه الأعظم . ومثله الأعلى إمام أئمة الأسماء ليس له مثل وشبه في الأشياء ؛ لأنّه كلّ الأشياء كلها «لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَـوَ تِ وَ لَا فِى الْأَرْضِ»۷ فمثله تعالى الّذي هو مثله الأعلى وآيته الكبرى : غير مصبّغ ۸ باللّون ، وغير مجسّم ولا متقدّر ، ولا ۹

1.م : الأحضر .

2.المسند ، ج ۲ ، ص ۲۵۰ ؛ كنز العمال ، ج ۱۱ ، ح ۳۱۹۱۴ .

3.البقرة (۲): ۳۱ .

4.الإسراء (۱۷): ۱۱۰ .

5.ح : مجسّدا أو مجسّما .

6.الشورى (۴۲): ۱۱ .

7.سبأ (۲۴): ۳ .

8.ح : منصبغ .

9.ح : فلا .

صفحه از 618