شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 576

ومقام حضور كلّها وشهودها وشهادتها جمعا ، فتقطن .
وأما الباطن من الوجهين : فهو ظاهر من الوجه الظاهر ؛ إذ الظاهر عنوان الباطن [و ]الكاشف عنه ؛ وسرّ ذلك هو كون الوجود ملاك الظهور ، وحقيقته حقيقة الظهور والحضور ، لا فرق بينها إلّا بمجرّد الاعتبار والتغاير المفهومي كما تقرّر في محلّه من الفنّ الكلّي ، فالمعيّة في الظهور والحضور هي بعينها المعيّة في الوجود الّذي هو حقيقة النّور الظّاهر نفسه والمظهر لغيره ، وذلك ظاهر جدّا . ولكن الجمع بين هذه المعيّة أي المعيّة في الوجود / ب 53 / مع الترتّب والتقدّم والتأخر فيه لطف دقيق شريف عميق ، والإشارة إليه هو : أنّه ليس واحد منها قبل الآخر مقدّما عليه كتقدّم شيء على شيء ، ولا متأخرا عنه تأخّر شيء عن شيء . وذلك كما قال قبلة العارفين عليه السلام في مثل هذا المقام : خارج عن الأشياء لا كخروج شيءٍ عن شيءٍ ، وداخل في الأشياء لا كدخول شيء في شيء ۱ ، مع كلّ شيء لا بمقارنة ، غير . كل شيء لا بمزايلة ۲ إلى غير ذلك من الآثار الواردة في هذا المقام الشامخ المعلّى التي لا تكاد تحصى ، وفيه سرّ قرّة عين التوحيد كما أشرنا إليه من نفي البينونة المعروفة ببينونة العزلة غير مرّة .
وأمّا تفصيل تلك الأجزاء وبيان ترتيبها : فالجزء الأوّل من تلك الكلمة التامّة عالم الأمر والحقّ المخلوق به المسمّى بالمشيّة التي خلقت بنفسها ثم خلقت الأشياء بها ۳ ، كما قال تعالى : «إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْـئا۴أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ»۵ .

[في مراتب المشية]

والمشيّة لها أربع مراتب :
والمرتبة الاُولى : النقطة المفسّرة بالرحمة .
والثانية : الألف المطلقة ، والعماء المسمّى بالنفس الرّحماني الاُولى ـ بفتح الفاء ـ

1.راجع : التوحيد ، ص۲۸۵ ، ح۲ ما يقرب منه .

2.نهج البلاغة، الخطبة ۱، الرقم ۷ .

3.اقتباس من حديث : خلق المشية بنفسها . الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۱۰ ، ح ۴ .

4.م و ح : أمرنا إذا أردنا .

5.يس (۳۶): ۸۲ .

صفحه از 618