شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 577

وبالرياح « وأرسلنا الرياح مبشرات بين يدي رحمته»۱ .
والثالثة : الحروف المشار إليها بالسّحاب المزجي ، وهي ثمانية وعشرون حرفا من همزة أبجد إلى عين «ضظغلا» ، ولام ألف هذه الكلمة الأخيرة كناية وتعبير عن الألف العمائية المعبّر عنها بالانبساط في ألسنة طائفة من العرفاء .
والرابعة : الكلمة التامة والحقيقة المحمدية المشار إليها بالسّحاب المتراكم والسّحاب / الف 54 / الثقال ، والمكنّى عنها بالماء في قوله تعالى «وَ [كَانَ] عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ» .
فالمشية بمراتبها الأربع المذكورة المسماة بعالم الأمر والحق وبالوجود المنبسط والوجود المطلق في عرفهم المعروف هي الجزء الأوّل من الأجزاء الأربعة . والتفرقة بين كون المرتبة الرّابعة من المشية كلمة تامة جامعة لجوامع كلمات اللّه التامّات كلّها ، وبين كون ذلك الاسم الجامع لجوامع الأسماء وإمام أئمتها إمامة جامعة كذلك أحسن وأصوب ؛ وجهها هي : كون تمامية الرابعة تمامية الكلّ الّذي لا بعض له ـ بأن يكون كلّ الكلمات كلياتها وجزئياتها حقائقها ورقائقها بوجه أعلى ـ وكون تمامية ذلك الاسم الجامع للجوامع كلّها تماميّة الكلّ الّذي له بعض بل وأبعاض لا يحصى . وبين كليّة الكل الّذي لا بعض له بوجه أصلاً ، وبين كلية الكلّ الّذي له بعض أو أبعاض لا يحصى بونٌ مّا كالبون بين الأرض والسّماء لا يعرفه إلّا الراسخ في العلم بإذن اللّه تعالى .
وأما قول المولوي العارف المعاصر الأحسائي سلمه [اللّه ] ـ في وجه التفرقة ـ وإنّما قلنا : «إنّ هذه الكلمة تامة» ، وقلنا : « إنّ ذلك كلمة تامّة» ، لأنّ تمام هذه تمام جزء ، وذلك تمام كلّ ، وباعتبار آخر تمام جزئي ، وذلك تمام كلّي ـ فأوّل وجهيه : له وجه ظهري ، وأما وجهه الثاني : فهو كما ترى عاميّ لا وجه له أصلاً ؛ فإنّ كونَ معنى الجزئي ـ أي المنسوب إلى الجزء ـ هو الكل وكونَ معنى الكلي ـ أي المنسوب إلى الكلّ ـ هو الجزء كما هو المقرر في محلّه يناقض وينافي وجهه الأوّل كما لا يخفى ؛ لأنّ بناء وجهه الأوّل

1.اقتباس من سورة الفرقان (۲۵)، الآية ۴۸ : «أَرْسَلَ الرِّيَـحَ بُشْرَا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ» .

صفحه از 618