شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 581

وهم وفهم [في معرفة السحاب الثقال]

لعلّك ترجع وتقول : إنّ كون الحقيقة المحمّدية المسمّاة بالسحاب الثقال بالكلمة ۱ التامة ـ وهي المرتبة الرابعة الأخيرة من مراتب المشيّة الأربعة المذكورة المتقدّمة عليها ثلاث مراتب منها فائقة عليها وهي فوقها في الكمال والفضل والشرف والتماميّة الموجبة لكون مرتبة منها غايةً وكمالاً وتماما لتلك الحقيقة ـ غاية الغايات في السّير والسّلوك وتمامُ التمامات وكمال الكمالات في باب الوجود منافٍ لكونها متأخّرةً عن تلك المراتب الثلاث السابقة / ب 56 / في قوس النزول ، ومتقدّمةً عليها في قوس الصّعود .
فاعلم ـ يا طالب الحقّ والحقيقة ـ أنّ المشية بمراتبها الأربع أمر بسيط واحد غير متجزٍّ ۲ ولا متكثّر ؛ كما قال تعالى : «وَ مَآ أَمْرُنَآ إِلَا وَ حِدَةٌ»۳ يعبّر عنه بكلمة «كن» التي هي نفس تلك الكلمة التامة المشار إليها بالسّحاب الثقال أو المتراكم ۴ المسمّاة بالحقيقة المحمديّة ، وليس فيه تفصيل وتعدّد وترتّب وترتيب بالفعل ، وذلك التفصيل والترتيب والتعدّد والترتّب إنّما هو تزييل فؤادي وتحليل ۵ اعتباري من اُولي الأفئدة ، قرّروها حسب تفاوت درجات مشاهداتهم واختلاف مراتب حالات مكاشفاتهم في مقاماتهم الفؤادية ، وإلّا فالأمر في نفسه واحد بسيط ، ليس فيه تجزٍّ ۶ وتفصيل .

تبصرة عرشية [في العلم والاسم المخزون]

ومما ينبغي أن يعلم وينبّه عليه هاهنا ، أي في قضية تفرّع وجودات الأشياء وانشقاقها عنه ـ أي عن ذلك الاسم المخلوق على الأربعة الأجزاء ومنه وخلقها له ،

1.كذا.

2.م : منجر . ح : منجز .

3.القمر (۵۴): ۵۰ .

4.م : المراكم.

5.م : تخييل .

6.م و ح : تجزي .

صفحه از 618