شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 582

وعودها إليه ـ هو أنّ هنالك أي في مقام آخر من مباحث أحوال ذلك الاسم الاعظم ، لا من جهة كونه اسما مخلوقا على أربعة أجزاء ، إلى آخر أوصافه ومباحثه المذكورة في هذا الحديث ، بل في مقام البحث عن كيفية علمه تعالى المعروف بالعلم الإشراقي الحضوري بأحوال الأشياء المتغيّرات المتجددات والجزئيات الكائنات الحادثات وغيرها المخبِر عنه قول قبلة العارفين أمير المؤمنين عليه السلام : العلم نقطة كثّره الجاهلون 1 وما ضاهاه من المعارف الإلهيّة : نكتةً ، وهي أنّه لمّا كان منزلة كليّة عالم المتغيّرات الكائنات والمتجدّدات المتعاقبات الحادثات الزمانية / الف 57 / بالقياس إلى حضرة ذات الأقدس الأحّدية تعالى في الوجود الشهودي الحضوري منزلة الآن والنقطة ـ كما مرّ غير مرّة ـ وفيه نظمتُ رباعيّة وقلت :

عالَم كه كتاب انفس وآفاق استوصّاف صفات حضرت خلّاق است
در منظر عشق ، كان دل عشّاق استيك نقطه به اين تكثّر اوراق است 2
كان كلية وجودات الأشياء الخلقية المتغيرة المتعاقبة بقياس بعضها إلى بعض بحسب ذلك المنظر الأعلى أمرية سرمدية ، وعلّةً أزلية سابقة على وجود كليّات العوالم الخلقية وجزئياتها الدائرة المقضيّة والمتجدّدة المنصرمة ، وغايةً وعلّة غائية لها سرمديّة ، فمن هنالك قيل ويقال : إنّ وجود كلّ شيء خلقي متفرّع عنه، متقوّم به، ومخلوق له ، راجع إليه . وسرّ رجوع الكلّ إليه وروح معناه في عرف الرّاسخين في العلم إنّما هو بعينه كون كلية العوالم الخلقية بالقياس إلى حضرة الذات الأقدس الأحدية ـ جلّت حضرته ـ أمريّةً حقيّة سرمديّة مرتفعة عن حضيض عالم ما سوى اللّه ، راجعةً إلى عالم الحقّ المسمّى بالحقيقة المحمدية التي هي عند أهل اللّه وآله حقيقة التوحيد الحقّ وروح معنى «لا إله إلّا اللّه » ومن هنا قال عز من قائل : «شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا

1.عوالي اللئالي ، ج۴ ، ص ۱۲۹ ؛ مصابيح الأنوار ، ج۲ ، ص ۳۹۶ .

2.وقد تصرّف ولدي المؤيّد ميرزا حسن ـ زيد تأييده ـ في مادّة هذه الرباعية، وقال : « يك نقطه واين تكثّر از اوراق است». وإنّه لنعم التصرّف ، تلطّف فيه ؛ فإنّه لطف دقيق، وبالتلطّف حريٌّ حقيق «منه أعلى اللّه روحه» .

صفحه از 618