شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 584

في تعفين هاضمتهما ، فانجلا وانعقدا وتراكما ؛ فمن هاهنا فصّل ۱ هذا النور البسيط والبحر العميق ۲ المحيط في التزييل والتحليل الفؤادي ـ كما مرّ ـ إلى أربعة مراتب مترتبة :
فالاُولى : هي الرحمة والنقطة ، وهي البحر والسرّ المجلّل بالسرّ والمقنّع به .
والثانية : الرياح والألف المطلقة و / الف 58 / النفس الرحماني الاُولى والانحلال الأوّل .
والثالثة : الحروف المشار إليها بالانعقاد الأوّل ، وبالسّحاب المزجي المثار من شجرة البحر ، وشجر هو تلك الألف المطلقة ، والبحر هو بحر الرّحمة والنقطة .
والرابعة : الكلمة التامّة ، الكلمة التي انزجر لها العمق الأكبر ، المعبر عنه بـ « يكون » في قوله تعالى : «فَيَكُونُ»۳ المشار إلى ۴ انزجاره بحرف فائه ، وهي المشار إليها بالسّحاب الثقال والمراكم من السّحاب المزجي ، وتلك الكلمة هي الحقيقة المحمّدية، وهي الكاف المستديرة على نفسها ، كاف كلمة « كن » التي بكافها تشير إلى هذه المرتبة من المشيّة ، وبنونها تشير إلى الإرادة المتعلقة بالعين والمهيّة .
وقد مرّت الإشارة غير مرة إلى أنّ تفصيل هذه المراتب الأربعة من المشية وترتيبها إنّما هو ناشٍ من المشاهدات الفؤادية ومن مكاشفات اُولي الأبصار والأفئدة، وإلّا فهي ـ أي المشية ـ أمر واحد بسيط ، ليس في المخلوق أبسط منه ؛ خلقه اللّه بنفسه ، وأقامه بنفسه، وأمسكه في ظلّه، وهو الاسم الّذي استأثره في علم الغيب عنده فلم يخرج منه إلّا إليه ، كما مرّت الإشارة إلى كون ذلك الاسم الكل المخلوق على أربعة أجزاء .
أوّلها: المشيّة باعتبار مقام آخر مرّ وصفه ۵ راجعا إليه ، أي إلى هذا الاسم المستأثر، فهما واحد بعينه مع كون أحدهما جزءا بسيطا والآخر كلّاً ، له بعض بل وأبعاض

1.م : فضل .

2.ح : - العميق .

3.يس (۳۶): ۸۲ .

4.م : إليه .

5.م : صفة .

صفحه از 618