شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 587

على هياكل الأشياء المدد الغير المتناهي عدّةً ومدّةً ، وهذا المدد والأمداد من ذلك الرّوح الأعلى للأشياء ۱ كلّها جلّها وقلّها يتفاوت شدّةً وضعفا بتفاوت أعيان المستمدّات في الكدورة والصفاء ؛ إذ التجلي يتفاوت بتفاوت المجالي فيهما .
وأما الجزء الثالث من ذلك الاسم الأعظم إمام أئمّة الأسماء الحُسنى فهو النفس الكلية ذات المنزلتين ، والبرزخ الجامع بين الطّرفين : طرف الأيمن الأسفل من الدهر وهو خزانة دقائق ۲
المعاني ولوح القضاء الكلّي لوح المحفوظ واُمّ الكتاب «وَ إِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَـبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ»۳ وذات اللّه العليا ، كما قال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام : «وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ»۴ والدرّة الصفراء «فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّـظِرِينَ»۵ والحجاب الأصفر والرّكن الأيمن الأسفل المهيمن من العرش ، وروح القدس المعلِّم المؤيّد لسائر الأنبياء المسمّى بالعلوية العليا، وبشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوي وغير ذلك من الألقاب الفاخرة التي لا تحصى ؛ والطرف الآخر الأيسر الأعلى من الدهر ، وهو الرّكن الأخضر من العرش ، ولوح القدر محلّ الصّور أي الصّورة المجرّدة عن المادّة والمدة كما مرّ غير مرّة ، والصّور الكلّي المتصوّر بكلّ صورة من الصّور ، وهو الدرّة الخضراء والحجاب الأخضر ، وهو طراز عالم الأجسام المعروف بالعالم بين العالمين ، عالم المثال الكلّي والخيال المنفصل ، أي مثال الكلّ وخيال الكلّ . عالمه عالم وسيع تسع ما فوقه من المجرّدات المعنوية الرّوحانية بصورها ، وما تحته من الجسمانيات الهيولانية بصورها ، وهو / الف 60 / واسطة العقد والمناكحة بين الآباء الرّوحانية والاُمّهات الجسمانية ؛ إليه تعرج الحواس بمحسوساتها ، وإليه تنزل المعاني بمعقولاتها ، وهو لا يبرح من موطنه تجبى إليه ثمرات كل شيء ، وبالجملة به وفيه

1.م : - للأشياء .

2.ح : رقائق .

3.الزخرف (۴۳): ۴ .

4.المائدة (۵): ۱۱۶ .

5.البقرة (۲): ۶۹ .

صفحه از 618