شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 588

نجسّد الأرواح وتروُّح الأجسام وتشخّص الأخلاق وتجسّم الأعمال وظهور المعاني بالصور المناسبة لها ، وبه يصحّ ما ورد في أخبار معراج النبيّ الختمي صلى الله عليه و آله وسلم من رؤية الملائكة والأنبياء مشاهدةً ، وفيه حضور أئمّتنا وسادتنا و ۱ سادة جميع الأنبياء والاُمم السّالفة وقادة جميع خليقه عند احتضار الميت ، وغير ذلك من الحقائق الإيمانية التي لا تكاد تحصى ، وهو عندي جنّة المأوى الجسمانية لأصحاب اليمين كما أنّه يكون ذلك الطرف الآخر الرّوحاني جنة المأوى الرّوحانية للمقربين .
وبالجملة فهذه النفس الكليّة المسمّى بالعلويّة العليا في عرف إخواننا بمرتبتها المرتبتين ـ مرتبة اللّوح القضائي الكلّي ومرتبة اللوح القدري الهندي الإيجادي الجزئي التجددي ـ هي الجزء الثالث من الأربعة المذكورة عندنا على خلاف ما تقرر عند المولوي الّذي هو معاصرنا ـ سلمه اللّه ـ وسنرجع إلى نبذ من شرح حاله وحال مقاله ـ إن شاء اللّه ـ بالقياس إلى الجزء الثاني وبالنسبة إلى الجزء الرابع ، الّذي سنأتي بذكره وبيان حاله ومقاله . فرتبة مقام ذات اللّه العليا وهو سر اللّه الحافظ للتوحيد الحقّ ووقته ۲ الدهر البرزخي ، وشأنه حفظ توحيد الحقّ جلّ وعلا ، ويدبّر تدبيرا ۳ لأمر السّماء إلى الأرض ، وفي هذا الحفظ الحفيظ ينطوي جميع شؤون / ب 60 / العلوية العليا وشؤون سائر ۴ أئمتنا وسادتنا وقادة جميع خلق اللّه تعالى ، وله أيضا من الرؤوس والوجوه كما ستعرف في شرح حال الجزء الثاني .
وأمّا الجزء الرابع من أجزاء ذلك الاسم المخلوق على أربعة أجزاء ، فهو عندنا ـ على خلاف ما هو عند المولوى العارف المعاصر لنا ـ الطبيعة الكلية المعبّر عنها بالدرّة الحمراء وبالنور الأحمر وبالركن الأيسر الأسفل من العرش وبيد اللّه العليا على ما ۵ رأينا ، وهي قوة اللّه القاهرة «وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ»۶ ويده الباسطة وقدرته العامة ، وكلمته التي انزجر لها العمق الأكبر المحاذية لتلك الكلمة المسمّاة بالحقيقة المحمدية

1.ح : - و .

2.م : وقية .

3.ح : تدبرا .

4.م : - سائر .

5.م : - ما .

6.الأنعام (۶): ۱۸.

صفحه از 618