المطلقة محاذاة الصّورة للمعنى والمجلاة لما يتجلى فيها ، وقد يسمّى هذه الكلمة في عرف إخواننا بالأمر التكويني وبالتكوين ، كما قد يسمّى تلك الكلمة المحمّدية بالإبداع في وجهٍ ـ أي باعتبار الكون والوجود وهو اعتبار المشيّة ـ وبالاختراع من وجه آخر أي باعتبار العين والمهية ، وهذا هو اعتبار الإرادة ، وقد يستعمل الاختراع والإبداع على عكس ما نقلنا .
وبالجملة فكما يكون العقل الكلّي وعقل ۱ الكلّ المحمدى المصباحي المسمّى بالمحمدية البيضاء بحذاء النقطة التي هي المرتبة الاُولى من المراتب المشيّة كما رأينا ، ويكون النفس الكلية ونفس الكل المسمّاة بالعلوية العليا بحذاء الألف المطلقة والنفس الرحماني الاُولي بفتح الفاء حسب ما رأينا ، فكذلك تكون الطبيعة الكلية وطبيعة الكلّ التي هي الركن الأيسر الأسفل من العرش في الدهر ـ وهي المسمّاة بالتكوين المختصة بالعالم الكياني والكون / الف 61 / الزّماني والمكاني الحدثاني ـ بحذاء المرتبة الرابعة من المشيّة المسماة بالكليّة المحمّدية وتحقيقها وبالسحاب الثقال وبكلمة « كن » الابداعية والاختراعية حسبما اخترنا ورأينا ، وكما يكون تلك كلمة إبداعية كذلك يكون هذه كلمة تكوينية ، ومع هذا التفاوت والبعد المشاهد بين المرتبتين لا يكون أمره تعالى إلّا واحدة ۲ ؛ فإنّ الترتب الطولي يؤدّي إلى الوحدة الصرفة ؛ وسرّ ذلك هو كون البينونة بين المراتب المرتبة الطولية بينونة صفة لا بينونة عزلة ، فمرتبتها مرتبة يد اللّه العليا «يَدُ اللّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»۳ من وجه ، ومقام النابع ۴ في التوحيد الحقّ ۵ من وجه آخر ، ووقته الأيسر الأسفل من الدهر ، وشأنه التصرّف الإيجابي في العالم الكياني والتحريك الإيجادي للجواهر الهيولاني تحريك الريح للماء وتمويج الرياح للبحر الهيولي ۶ في إصلاح نظام العالم ليتأدى انتظامه نتيجة
1.م : العقل .
2.اقتباس من كريمة : سورة القمر (۵۴)، الآية ۵۰.
3.الفتح (۴۸): ۱۰ .
4.يحتمل «التابع» في النسختين .
5.ح : - الحق .
6.ح : للجواهر الهيولاني .