شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 594

ولقد تقرّر في علم الأسماء أنّ الاسم اللّه ـ تبارك وتعالى ـ مهيمنة على الاسم العالم ، والعالم مهيمنة على القادر ، والقادر مهيمن ۱ على سائر الأسماء الإيجادية كالخالق والبارئ والمصوّر والرازق والمحيي والمميت والباسط والقابض إلى غير ذلك ممّا لا يكاد يحصى ؛ فإنّ هذه الأسماء الإيجادية كلّها ۲ ـ كليّها وجزئيها ـ يكون من جنود سلطان القادر القاهر المسمّى بيد اللّه العليا ، وفيه قلتُ نظما بالرباعية :

تا روى ز نيستى به هست آوردمدامان يد اللّه ي به دست آوردم
از لطف خدا ومنّت مادر حيكاين كنج سعادت از اَلست آوردم
وبوجه آخر : إنّ منزلة عقل الكلّ المسمّى بالمحمديّة البيضاء منزلة مدينة العلم أي مدينة علم اللّه ، ومنزلة نفس الكلّ المسمّى بالعلوية العليا منزلة باب العلم ۳ ، ومنزلة طبيعة الكلّ المسمّى بيد اللّه العليا منزلة مفتاح باب العلم وسائر بركات العلم بنظام الأحسن ، فتفطن .

تنبيه بعد تنبيه [في احتياج العرش إلى أركانه]

فقد تبيّن إجمالاً من / ب 63 / جملة ما رتّبنا وبيّنّا ۴ منزلة كلّ جزء من هذه الأجزاء الثلاثة التي أظهرها ۵ اللّه العليم الحكيم تعالى لفاقة الخلق إليها ، وانكشف من هاهنا سرّ فاقة الخلق إلى هذه الأجزاء الثلاثة التي منزلتها من كليّة عالم الخلق المسمّى بالعرش منزلة الأركان الأربعة العرشيّة من العرش بعينها ، فاحتياج العرش إلى أركانه الأربعة المعروفة المذكورة في تجوهر قوامه وتقوّم مقامه إنّما هو بعينه افتقار كليّة عالم الخلق من الدرّة إلى الذرّة ومن الذرّة إلى الدرّة الّذي هو عرش اللّه الّذي

1.ح : ... على القادر المهيمن .

2.ح : + و .

3.اقتباس من حديث : أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها . سنن الترمذي ، ج۵ ، ص ۶۳ .

4.م و ح : + من .

5.م و ح : ظهرها .

صفحه از 618