فلنرجع إلى ترجمة مرموزات مقالته المنقولة الموروثة من الأساطين المنقولة عنهم هاهنا . فأقول : أما قوله : « من صفة اللّه » فيراد من الصفة هاهنا الفعل والأثر الصادر من الشيء القائم به قيام صدور . وسرّ كون النور الأبيض صفة من الاسم اللّه هو كون الجوهر النوري المسمّى بعقل الكل وبالمحمديّة البيضاء عندنا خليفة ذلك الاسم الجامع الأعظم في الخليقة ، ومظهر القائم مقامه في العوالم الخلقية ، ومظهر الشيء هو شأنه وأثره وصفته الكاشفة عنه القائم مقامه ، واسمه الدالّ عليه الّذي ينظر به إليه ، فافهم ! ومن هنا قالت الأساطين بكون عقل الكل الاسم ۱
اللّه الأعظم إمام أئمّة الأسماء ۲ الحسنى .
وأمّا قوله : « وهي شهادة أنّ محمّدا رسول اللّه » فبناء هذا الاعتبار إنّما هو على ما اخترناه واعتبرنا من كون الجزء الأوّل المسمى بالمشيّة وبالكلمة التامة التوحيد الحق الّذي هو توحيد حضرة ذات الحقّ تعالى نفسه وهو شهادة / الف 67 / أن لا إله إلّا اللّه ، وكون التوحيد ۳ الجزء الثاني المسمّى بالمحمديّة البيضاء وبروح القدس الأعلى القائم بالتوحيد الحق وشهادة أن محمّدا رسول اللّه . وظاهرٌ أنّ مقام الرسالة إنّما هو مقام القيام بإعلاء ۴ كلمة اللّه العليا ، لا نفس الكلمة بعينها .
وأما كون الجزء الثاني باعتبار آخر شهادة أن لا إله إلّا اللّه ، فبناؤه عندنا إنّما هو على اعتبار كون قوام تمام العالم المسمّى بالعرش وبالإنسان الكبير ـ وهو العالم الأكبر ـ متقوّما بأركان أربعة ومنتظما نظامه بقوائم أربع ، كلّ قائمة منها له مقام في دين الإسلام:
[في معرفة أركان العرش]
والركن الأوّل منها ـ وهو الدرّة البيضاء ـ يسمّى بالتوحيد الحقّ ، وهو توحيد حضرة الحق تعالى نفسه كما قال عز من قائل : «شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ»۵ . وعقل الكلّ المسمّى
1.م : اسم .
2.م : أسماء .
3.ليس في ح ، ومكانه أبيض .
4.م : باعلى . ح : باعلا .
5.آل عمران (۳): ۱۸ .