شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 601

بالدرّة البيضاء قد مرّ أنّه هو الاسم اللّه إمام أئمة الأسماء ، وعلمت ممّا مرّ أنّ اسم الشيء هو وصفه الكاشف عنه ، فذلك العقل الكلي والنور المحمّدي تكون ۱ منزلته من حضرة الذات الأحد الصمد الأقدس تعالى ومن وحدانيته الكبرى منزلة الوصف الكاشف عنه وعن وحدانيته ومنزلة الحدّ والاسم الواصف نفسه تعالى بفردانيته ، وهو الواصف ذاته الأقدس بصفته التي بين ظلّ أحديّته ، وظلُّ الشيء هو شرح مهيّته وكشف إنيّته وحقيقته ، ومن هنا قالت أساطين العلم : إنّ المعلول حدّ ناقص لعلته ، فافهم إن كنت أهلاً لمعرفته!
والركن الثاني منها ـ وهو الدرّة الصّفراء ـ يسمّى بالقائم أي بالتوحيد الحق وهو مقام محمّد رسول اللّه ؛ فإنّ مقام الرّسالة / ب 67 / لهو مقام القيام بإعلاء كلمة اللّه العليا ، وبالكشف عن توحيده تعالى في الاُلوهية .
والركن الثالث ـ وهو الدرّة الخضراء ـ يسمّى بالحافظ له أي لتوحيد ۲ الحقّ ، وهو مقام الخلافة عن الرّسالة مقام وليّ الأولياء عليّ المرتضى ، ومقام سائر سادتنا وأئمتنا خلفاؤه تعالى وخلفاء رسوله المصطفى سادة سائر الأنبياء وقادتهم وقادة كلّ مَن في السماوات العلى والأرضين السفلى وما فيهما ، ومقام الخلافة بما هو مقام الخلافة لهو الحفظ والحراسة لما يقوم به الرّسالة .
والرّكن الرابع ـ وهو الدرة الحمراء ـ يسمّى بالتابع فيه أي في توحيد الحق ، وهو مقام التابعية والطاعة والإطاعة لآل محمّد الوارثين لكماله صلى الله عليه و آله وسلم في إقامة توحيده تعالى في الاُلوهية وإقامة توابعه ولواحقه التي هي وظائف العبوديّة ، وهذا هو مقام سائر العباد الذين هم عبيد آل محمّد صلى الله عليه و آله من سائر الأنبياء والأولياء والأوصياء والاُمم وغيرهم من الخلائق الذين قال قبلة العارفين عليّ أمير المؤمنين عليه السلام فيهم : نحن صنائع اللّه وسائر الخلق صنائع لنا۳ وقال : لا يُعبد اللّه إلّا بعبادتنا ولا يعرف اللّه إلّا بسبيل معرفتنا ؛ وذلك

1.م و ح : يكون .

2.م : توحيد .

3.راجع : نهج البلاغة، الكتاب ۲۸ : نحن صنائع ربنا ، والناس بعد صنائع لنا .

صفحه از 618