شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 602

لأنّ لهم مقام الحقّ ومقام حقّ الحق ، مقام البيان «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۱ ؛ مقام المعاني ؛ فإنّهم عليهم السلام لهم وجه اللّه المضيء وجنبه العليّ وعينه الناظرة واُذنه الواعية ويده العليا الباسطة إلى غير ذلك من معانيه تعالى التي لا تكاد تحصى ؛ مقام الأبواب أبواب بركات معانيه تعالى ومفاتيح ۲ خزائن نعمه ومننه جلّ / الف 68 / وعلا مقام الإمامة الظاهرة ينقلب بين أظهركم «فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه »۳ .
وبالجملة فإنّهم عليهم السلام لهم الكل في الكل ، سادة الجلّ في القلّ هذا .
ولكن هذا النوع من الاعتبار كأنّه إنّما يناسب اعتباره ورعايته هاهنا لو فسّر وخصّص ذلك الاسم المخلوق على أربعة أجزاء بمجرّد مجموع عالم الخلق المسمّى بالعرش الخارج عنه عالم الأمر المسمّى بالمشية كما لا يكاد يخفى على اُولي النهى ، وأما إذا فسّر بمجموع عالمي الأمر والخلق معا ـ كما فسرنا [ ه ]واخترنا ووافقنا ذلك المولوي العربي في هذا ـ لوجب أن يكون مرتبة الجزء الأوّل المسمّى بالمشيّة وبظلّ الوحدة الحقة الحقيقية الذاتية الكاشف عن الوحدانية كما مرّ مقام شهادة أن لا إله إلّا اللّه كما بينا وشرحناه .
كيف لا! وهو الحقيق الحريّ بأن يكون توحيد الحقّ نفسه تعالى الّذي هو التوحيد الحقّ وحق التوحيد ؛ فإنّ كون الركن الأوّل من العرش ـ الّذي هو من عالم الخلق الخارج عن عالم الحق ـ شهادة أن لا إله إلّا اللّه كأنّه لا يلائم كون التوحيد توحيد الحق تعالى ذاته الأقدس ، وكونه التوحيد الحقّ حقّ التوحيد المطلق ؛ إذ الرّكن الأوّل وهو روح القدس الأعلى يكون حينئذ من الوجود المقيّد ، والوجود المقيّد يكون توحيدا خلقيا مقيّدا ، لا توحيدا حقيا مطلقا ؛ فإنّ في التقييد مطلقا لشُعبا من دقائق الشرك ، فلا يكون حقيقا بأن يسمّى توحيدا حقّا ، وحريّا بالتسمية بالتوحيد الحقّ ، كما هو الحق ۴ المحقّق ، فافهم فاحتفظ بهذا!

1.الشورى (۴۲): ۱۱ .

2.ح : مفاتح .

3.البقرة (۲): ۱۱۵ .

4.م : حق .

صفحه از 618