شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 604

وانبساط ضوء وجودها على هياكل مراتب الموجودات المترتبة بعدها النازلة من عندها إلى صفّ نعال عالم الملك والشهادة ، فلا يتوهم أنّها من جهة مجرد مرتبتها الصّفراوية ـ مع قطع النظر عن سريانها في سائر مراتبها المرتبة النزولية ، وعن سريان نورها في جميع مراتبها الخلقية ـ يكون ألفا مبسوطة ونفسا رحمانيا ثانويا كما يتراءى من ظاهر مساق مقاله هاهنا ، كيف لا؟ وكليتها إنّما هي بعينها انبساطها وإحاطتها بحيث لا يعزب عنها مثقال ذرة في الأرض ولا في السّماء ۱ ، فهو الإمام المبين الّذي ينقلب بين ظهرانيكم «وَ فِى أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ» . ۲
ومنزلة هذه النفس الكلية الإلهية من حضرة الاسم الرحمن منزلة استوائه على عرشه ، ومنزلتها من الألف القائم مقام الاسم اللّه الجامع لجوامع الصّفات العليا والمجمع لمجامع ۳ الأسماء الحسنى منزلة البسط والانبساط والتفصيل والنشر من القبض والجمع والإجمال والطيّ بنحو أعلى ، وكما يكون مرتبة الجمع والإجمال المسمّى بالخزينة مبدأ لمرتبة البسط والتفصيل والانبساط فكذلك يكون هو مَرجعا ومعادا لها ، ومنزلة هذه النفس الكليّة والرّحمة الثانوية الرّحمانية في نزولها / ب 69 / وانبساطها وهبوطها من العقل الكلّي والنّور المحمّدي منزلة إقبال عقل ۴ الكل بأمر ربّه الأعلى إلى الدنيا ، ومنزلتها منه في رجوعها وعودها وعروجها منزلة إدبار ذلك العقل الكلّي إلى اللّه تقدس وتعالى .
فمن هنا يكون منزلة النفس الكلية العلوية العليا من العقل الكلّي والمحمديّة البيضاء منزلة الصفة من الموصوف بها ، وباعتبار منزلة الصّراط والسبيل من السالك عليه في سفره منه تعالى إليه جلّ وعلا .
وأمّا اعتبار كون هذه الكليّة الإلهية الألفية في ألفيّتها بين بين فهو اعتبار لكونها برزخا بين العالمين ، وإشارة إلى كون منزلتها بين المنزلتين وأمرا بين الأمرين ، فهي ۵

1.اقتباس من كريمة سورة سبأ (۳۴) ، الآية ۳ .

2.الذاريات (۵۱): ۲۱ .

3.م : المجامع .

4.ح : العقل .

5.م : فهو .

صفحه از 618