شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 606

وأمّا قوله « وهي النّور الأخضر » قد عرف ما فيه موجّها مفصلاً ، فتفطّن وتذكر جملة ما أسّسنا وأصّلنا هاهنا وما فرعنا عنها واستخرجنا منها من لزوم كون صفة الاسم الرّحيم هاهنا الطبيعة الكلية الدهريّة المسمّاة بالنّور الأحمر المكنّى عنها بيد اللّه الباسطة العليا ، والقوة الربّانية القاهرة الفائقة على أيدي الورى ، والواسطة بين جواهر عوالي الأرواح الإلهية الآبائية وبين مظاهرها من ظواهر الأشباح الاُمهاتية في تحقّق عقد المناكحة بينهما ، ووصول أثر علمهما ۱ بنظام أحسن ۲ الأكمل الأتم ، وتدبيرها في انتظام اُمور العالم / ب 70 / إلى أشباحها وأجرامها القابلة المهيّأة لحمل نطفها التي يتولّد منها فطرة أبي البشر آدم إلى أن ينتهي الأمر إلى نور وجود حضرة الخاتم ـ صلّى اللّه عليه وآله الوارثين لكماله وسلم ـ الّذي منه نزل وتنزل الأمر ، وإليه يصعد ويرجع أمر العالم «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ»۳ ولا يصلح لإصلاح العمل إلّا يد اللّه العليا الباسطة بالرحمه الواسعة ، كيف لا ؟ ولقد قال تعالى : «مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِى السَّمَآءِ»۴ ، أي أصلها ضارب عروقها في الأرض ليستقرّ فيها ويستقل في التصرّف فيها وتدبير أمرها إلى الغاية المطلوبة منها ، والشجرة هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وهي تلك النفس الكلية الإلهية المسمّاة بذات اللّه العليا ، وعروقها إنّما هي تلك الطبيعة الكلية التي هي ۵ الموصوفة بما وصفناها ۶ ، وإنّ الأرض هي كليّة عالم الأجسام الهيولانية بعلويها وسفليها التي غرست فيها شجرة طوبى ، وإنّ السماء هي جنة المأوى التي تأوي ۷ إليها الكلم الطيّب بتوابعه وأتباعه ولواحقه وأشياعه يوم يعرج إليه الملائكة والرّوح ، وإنّ شجرة طوبى والكلم الطيب وجنة المأوى كلّها هي تلك النفس الكليّة والكلية الإلهية المسمّاة بالعلوية العلوية العليا ، وإنّ جنة المأوى قد تنزّلت بروحانيتها الربّانية من عالم العند وعالم الخزائن إلى

1.ح : علمها .

2.ح : الأحسن .

3.فاطر (۳۵): ۱۰.

4.إبراهيم (۱۴): ۲۴ .

5.م : - التي هي .

6.ح : وصفناه .

7.م : تأدى .

صفحه از 618