شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 607

أن تصوّرت وتمثّلت بصورة الأرض / الف 71 / الجسمانية الهيولانية «ثم يعرج إليه في كل يوم كان مقداره خمسين ألف سنة» ۱«يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ»۲«وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا»۳ .
وأما قوله « والألف الراكد الّذي يظهر بصورة الياء فيكون ياء ۴ » ، فالركود منها كناية عن الخفض والانخفاض ، كما أنّ القيام هنالك ـ أي في مقام الوصف عن صفة الاسم اللّه كما ۵ رأينا وهو رأي أجلة أصحابنا ـ كان كناية عن الرّفع والارتفاع .
هذا ، ولكن لمّا كان المقام مقام سرائر الأسرار المرموزة مكنونة فيه نفائس جواهر المعاني والبيان من الكنوز الموزونة عن معان الحكمة «لَا يُسْمِنُ وَ لَا يُغْنِى مِن جُوعٍ»۶ فيه أمثال هذه البيانات المبهمة والكنايات المجملة التي لا يفيد إلّا مزيد حيرة لسلّاك الطريقة وطلّاب الحقيقة ؛ فإنّ بناء رسالتنا هذه إنّما هو على تحقيق حقيقة الحال بقدر الطاقة البشرية ، لا على مجرّد التقليد ونقل الأقوال والقناعة بالرّواية من دون دراية اقتداءً بأصحاب القيل والقال في إظهار الكمال من دون أن ينحل منه عقدة الإشكال .
فاستمع ـ يا صاحب البصيرة العيناء وطالب الحقيقة البيضاء ـ لما يتلى عليك من آيات الكتاب الّذي اُنزل إليك وهو غائب عنك في عين كونه حاضرا لديك ، كما ينظر إليه قول قبلة العارفين عليّ عليه السلام :

وأنت الكتاب المبين الّذيبآياته يظهر۷المضمر
وتزعم أنّك جرم صغيروفيك انطوى العالم الأكبر۸
فأقول وهو وليّ الإفاضة :

1.اقتباس من سورة السجدة (۳۲)، الآية ۵ وسورة المعارج (۷۰)، الآية ۴ .

2.إبراهيم (۱۴): ۴۸ .

3.الزمر (۳۹): ۶۹ .

4.ح : ... الباء ويكون باء .

5.ح : + هو .

6.الغاشية (۸۸): ۷.

7.م : يظهر بآياته .

8.ديوان الامام عليّ عليه السلام ، ص ۵۷ وفيه البيت الآخر فقط .

صفحه از 618