شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 609

وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا» 1 وهو «النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ» 2 ، «وَ إِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَـبِ لَدَيْنَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ » 3 و يعلم ـ أي من يؤتى الحكمة ـ أنّ الإنسان الكامل المسمّى بجامع الجوامع هو الكتاب الجامع لجوامع آيات الحكمة ، المشتمل 4 على حقائق الكون ولطائفه كلّها ، حديثها وقديمها .
فمن جملة المضاهاة الواقعة بين النفس القدسيّة الكليّة الإلهية اللاهوتية الإنسانية وبين ربّها الأعلى تعالى أنّ النفَس الإنساني ـ بفتح الفاء ـ الخارج من القلب الصنوبري المارّ على منازل الحروف والكلمات ومخارجها التي هي أخصّ خواصّ الإنسان من بين الكائنات هو بإزاء النفس الرّحماني المنبسط 5 وانبساط الفيض الوجودي المسمّى بالوجود المنبسط وبالوجود المطلق المارّ على مراتب أعيان الممكنات الّذي هو من خواصّ الإلهية ومن آيات الرّحمانيّة ، ومن هذا المجلى يتبيّن وينكشف على من اهتدى بآيات ربه الأعلى أنّ الموجودات الواقعة في عالم الإيجاد والتكوين هي بعينها على صورة الموجودات الواقعة في عالم التسطير والتدوين ، سواء كان قبلها في عالم البداية والقضاء السّابق والقلم الأعلى واللوح / ب 72 / الأعظم المحفوظ الكريم أو بعدها في عالم النهاية وفي القدر اللاحق ، كما في صورة 6 ألفاظ هذا الجوهر الباطن وأرقام قلمه ولوحه المكتوب بيده .
فهذا 7 النفَس الضروري من الإنسان الخارج من باطنه وجوفه كأن التعيّن 8 له أولاً بالحرف الها وهي خاصة ، وهو أي النفَس بتعيّنه الأوّل الّذي هو جهة إطلاقه وعمومه وانبساطه يتعيّن بحسب مروره على المخارج الصوتية على ثمان وعشرين صورةً على حسب مراتب الموجودات الصادرة عن الحق تعالى ، فكلّ حرف بإزاء موجود 9 من

1.البقرة (۲): ۲۶۹ .

2.النبأ (۷۸): ۲ـ۳ .

3.الزخرف (۴۳): ۴ .

4.ح : المشتملة .

5.ح : - المنبسط .

6.أي التسطير والتدوين، كما في صور ألفاظ لوح النفس الناطق الإنساني . «منه أعلى اللّه مقامه» .

7.ح : فهذه .

8.م : التبيّن .

9.م : - موجود .

صفحه از 618