شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 610

الموجودات الأصلية الإبداعية الإنشائية ، ثمّ لمّا كان التعيّن الأوّل لهذا النفس الإنساني بالحرف الهاوي خاصة ، وهو يهوي على ثلاث مراتب هويّا ذاتيا ، كان أوّلها ما يعبّر بالألف وهي ألف الإطلاق المسمّى في عرف إخواننا بالألف المطلقة ، وهو المسمّى عند القرّاء بالحرف الهاوي ، فإذا مرّ في هويّه بالأرواح العلوية حدث له ۱ منها واو العلّة، وهو امتداد الهويّ من التنفس عن ضمّ الحروف وهو إشباع حركة الضمّ ، وإذا مرّ بالأجسام الطبيعية السفلية ۲ في هويّه حدث له من ذلك ياء العلّة ، وهو امتداد الهويّ من التنفّس عن خفض الصوت وهو إشباع حركة الخفض ؛ لأنّ الخفض من العالم الأسفل ، ومن هاهنا قالت أساطين العلم : « إنّ مظهر الاسم الرّحيم هو عالم الطبيعة والملك والشهادة » ويشهد له تفسير صادق الآل عليه السلام ميم البسملة بملك اللّه أو بمجده تعالى ، كما في روايةٍ اُخرى / الف 73 / كما مرّ . والمجد هو العظمة ، وعالم الملك والشهادة هو الاسم العظيم عند اُولئك الأساطين ، وكلّ ذلك مؤيّد لما اخترنا في صفة الاسم الرحيم .
وبالجملة فما لهذا النفس هوية أكثر من هذه المراتب الثلاث ، فإنّ هوية الأوّل المسمّى بالألف المطلقة إنّما هو إطلاقه وامتداده الإطلاقي المشترك بسريانه في العالمين : عالم بحر الأرواح ۳ الموّاج المتجلى بصورة هذه الأمواج ، وعالم بر الأجسام الطبيعية بينهما . وهوية الثاني هو عالم بحر الأرواح ، وهوية الثالث هو عالم برّ الأصنام والأشباح ، ولا يتصوّر رابع لها ، ولا ثالث للعالمين كما لا يخفى .
فاعلم أيّها السّالك طريق الهدى ذلك ، فحدثتْ رسالة الملك بالواو المضمومة ما قبلها في قوس النزول ، وحدثت رسالة البشر بالياء المكسورة ما قبلها في قوس الصّعود ، وكان الألف على الأصل عن اللّه تعالى ، وهو مسبّب الأسباب ، ومن هاهنا ظهر أنّ اقرب شبه بالنفس ـ بل هو عين النفس ـ حروف العلة ، وهي الألف والواو المضمومة ما قبلها والياء المكسورة ما قبلها ، وليست هذه الثلاث من الحروف

1.م : - له .

2.م : - السفلية .

3.يعني من هذه الأرواح محيطات الأفلاك . «منه» ؛ فإنّها كأنّها برزخة بين العالمين . «منه» .

صفحه از 618