شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 611

الصحاح المحققة في الحرفية ، بل هي أجلّ من ذلك ؛ لأنها علة الحروف المحقّقة ليست حروفا ، وإطلاق الحروف عليها على طريق المجاز ، وما يدلّ عليها الحروف إلّا إذا انفتحت فاُشبع الفتحة أو ضمّت ، فاُشبع الضمّة أو كسرت ، فاُشبع الكسرة . فذلك هو الدليل الباعث على إبراز هذه الثلاثة / ب 73 / كما كان العالَم لأجل ۱ حدوثه الّذي هو بمنزلة إشباع الحركات في الحروف دليلاً على وجود الحقّ الأوّل تعالى وملكوته ، فافهم .

ظهور تو به من است و وجود من از توفلستَ تظهر لولاي لم أكن لولاك
ونعني بالملكوت ۲ هاهنا ربوبيته واُلوهيّته تعالى ، فمنزلة هذه الحروف الثلاثة المسمّاة بحروف العلة من حضرة وجود الحق الأول تعالى منزلة اُلوهيته وربوبيته التي ظهرتا بحدوث العالم ، وإشباع حركات الحروف هو تمام ظهورها وكمال إظهارها ، والظهور عين الوجود ، فتمام الظهور وتمام وجود الشيء وكماله هو وجود علّته ؛ فإنّ علة الشيء هو تمامه وكماله وغايته . ومن هاهنا صار منزلة حدوث العالم الّذي منزلته منزلة إشباع الحركات منزلة إظهار وجود حضرة علّة العلل والحقّ الأوّل، بل ونفس ظهوره بعينه ؛ إذ به ظهر اُلوهيته وربوبيته التي يسمى بنفس الرحمن وهو الوجود الثاني له تعالى أي الوجود الفعلي الغير الكمالي الّذي هو تجليه تعالى وتعرّف ذاته جل وعلا لأعيان الأشياء ، فاستهلك ظهور الأعيان كوجودها في ظهور الرّحمن ! واضمحل نور وجودها في نوره ! وفيه سرّ قولهم «تكوُّن ذوات الأسباب لا يعرف ۳ إلّا بأسبابها» . وعن صادق الآل عليه السلام ما محصله : أنّ المخلوق لا يَعرف شيئا إلّا باللّه ، إلى غير ذلك من الشواهد التي لا تكاد تحصى ، وإلى سرائر هذه الأسرار المكتومة عن الأشرار ۴ أشرنا بقولنا ، فافهم فتفهم .
ثمّ إنّ الحروف التي هي بمنزلة الموجودات والوجودات / الف 74 / الصّادرة عن

1.ح : من أجل .

2.ح : من الملكوت .

3.ح : لا نعرف .

4.م و ح : الأسرار .

صفحه از 618