شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 612

المصدر الأوّل تعالى ـ بواسطة الوجود الانبساطي والنفس الرحماني ـ لها خواص وتعيّنات نوعية ، هي بمنزلة المهيات ذوات فصول نوعية ، أعطتها المخارج والمقاطع الصوتية والمنازل الحرفية التي بإزاء المراتب الوجودية في الفيض الوجودي ؛ فأعيان الحروف في النفس الإنساني مجتمعة مجملة ، كما أنّ الأعيان الوجودية في الفيض الوجودي الرّحماني مجتمعة مجملة .

تفريع تنبيهي [في أنّ للإنسان الكامل قوة جميع العالم]

فإذا جرى النفَس من أوّل الحروف إلى غايتها ، وإنّه يفعل كلّ حرف متأخّر وجوده لتأخّر مخرجه عند انقطاع النفس ما يفعل كلّ حرف متقدّم في مخرج تقدّمه ، فهو يجرى على قوة كل حرف في مخرج تقدمه ؛ لأنّ النفس في خروجه على تلك المخارج إلى أن انقطع عند هذا المخرج ينقل معه قوّة مرتبة كل حرف ، فظهرت في قوّة الحرف المتأخّر . وآخر الحروف الواو ، ففي الواو قوّة جميع الحروف ، كما أنّ الهاء أقدم في العمل من جميع الحروف ؛ فإنّ لها البدو ، وكلمة « هو » جَمعت جميع قوى الحروف في عالم الكلمات ، فلهذا كانت الهوية أعظم الأشياء .
وكذلك الإنسان آخر غاية النفس الرّحماني في الكلمات الإلهية ۱ وهي المفارقات وطبائع الأجناس والأنواع ، ففي الإنسان الكامل البالغ الواصل قوّة كلّ موجود في العالم ، وله جميع المراتب ، ولهذا اختصّ وحده بالخلافة الإلهية وبكونه مخلوقا على الصورة ۲ ، فجمع بين الحقائق الإلهية وهي / ب 74 / الأسماء ، وبين المراتب الكونية

1.يعني من الهوية : الهوية بما هي، أي مع قطع النظر عمّا هو خارج عن حقيقة الهوية ؛ يا هو ، يا من لا هو إلّا هو . «منه أعلى اللّه مقامه» .

2.إنّ المراد من الحقائق الإلهية والأسماء الإلهية هنا هي حقائق الأشياء التي هي أرباب أنواعها ؛ فإنّ كلّ حقيقة من الحقائق اسم من الأسماء الإلهية التي منصبها منصب العناية بإصلاح أحوال الأشياء وترتيبها .. . (؟) وإن هي إلّا أرواح كليّة إلهية جبروتية موجودة في صقع من عالم الأمر المسمّى بعالم الحقّ المتقدّم على عالم الخلق وهو عالم الإيجاد والربوبية، ولتلك الحقائق اعتبار آخر يكون حسبه من العالم ومن الخلق ، فباعتبار غلبة حكم الحقيقة وغلبة تحقّقها بصفات الربانية يحكم عليها بصفات العنصر الغالب، فافهم ! «منه» .

صفحه از 618