شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 613

وهي الأجزاء ، فيظهر به ما لا يظهر بجزء جزء من العالم ، وبكل اسم اسم من الحقائق الإلهية ، فكان الإنسان : أكمل الموجودات وتمامها وكمالها ، ومجمع جوامع وجودات الأشياء ، وجامع جوامع الكلمات الإلهية ، ومجمع مجامع أسماء اللّه الحسنى ـ كما قال صلى الله عليه و آله : اُوتيت جوامع الكلم ۱ ـ وبه انتهى نفس الرحماني ، فهو إمام الأئمّة في الأسماء كما يكون قدوة القادة وسيّد السادة في الأشياء ، والواو أكمل الحروف ، وبه انتهى النفس الإنساني ، وكلّ ما سوى الإنسان خلق للإنسان وبه ؛ فإنّه خلقٌ وحقٌّ مخلوق به : مخمّر بيدي الرّحمن ، مضمر بالأمر والخلق ، مجمع القدم والحدوث ؛ ولقد قال العارف المعروف بالعرفي في مديحة ۲ النبيّ الختمي صلى الله عليه و آله وسلم :

تقدير به يك ناقه نشانيده دو محملسلماى حدوث تو وليلاى قدم را
بقدمته برزخ بين الوجوب والإمكان ، وفيه قيل بالفارسيّة ، ونعم ما قيل :

تعريف على به گفتگو ممكن نيستگنجايش بحر در سبو ممكن نيست
من ذات على به واجبى نشناسم۳اما دانم كه مثل او ممكن نيست
وفي هذا سرّ يشرب من المشرب الأصفى مشرب قوله تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۴ فإنّهم عليهم السلام لهم المثل الأعلى لحضرة ذات اللّه الأقدس تعالى .
وبالجملة فالإنسان الكامل هو على الحقيقة الحقّ المخلوق به ، أي المخلوق بسببه العالم . وفيه قال الحكيم نظامي في نعت ۵ / الف 75 / النبيّ الختمي صلى الله عليه و آله وسلم :

سر خيل تويى و جمله خيل اندمقصود تويى همه طفيل اند
وذلك لأنّه الغاية المطلوبة من الإيجاد المتقدم ۶ عليها ، فلولاه ما ظهر ما تقدّم عليه، ولقد تقرّر في محلّه أنّ الغاية الحقّة هو المبدأ والعلة ، وفيه سرّ ستر ، فالإنسان الختمي

1.المسند ، ج۲ ، ص ۲۵۰ .

2.ح : + حضرة .

3.يعنى : خدايش نمى دانم . «منه» .

4.الشورى (۴۲): ۱۱ .

5.م : بعث .

6.م : المتقدمة .

صفحه از 618