شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 614

قد جمع اللّه سبحانه فيه الطرفين المتقابلين المتضايفين من جهة واحدة ؛ لكونه خليفته سبحانه في خليقته جلّ شأنه ، والخليفة مجلاة مستخلفه ، والمستخلف تعالى هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، فكذلك الخليفة ۱ الّذي هو الإنسان الكامل .
وبالجملة فكلّ غاية هو الأمر المخلوق بسببه ما تقدّم من أسباب ظهوره التي هي مسبّبة من نوره ، فافهم .

تنبيه [في عدم كمال كلّ إنسان]

وإنّما قلنا الإنسان الكامل؛ لأنّ اسم الإنسان قد يطلق على مثاله في عالم الشكل والمقدار والهيئة والصورة الشبيهة به ، كما تقول في زيد : « إنّه إنسان»، وفي عمرو : «إنّه إنسان» . وإن كان في أحدهما قد ظهرت الحقائق الإلهيّة وما ظهرت في الآخر رقائقها ـ فضلاً عن ظهور الحقائق ـ فالآخر على الحقيقة حيوان في شكل الإنسان كما اشتبهت الكرة بالفلك ۲ في هيئة الاستدارة ۳ ولا حظّ لها من خصائص فضائل ۴ الفلكية ؛ وأين كمال الفلك من جمال الكرة ! بل لا كمال لها بالنسبة ، فأين مرتبة الإنسان الكامل المتحقّق بالحقائق الإلهيّة من الشكل المتشكّل بمجرّد هيئته وصورته الّذي هو من جملة / ب 75 / الحيوان المجبول على البهميّة أو أدون منها إذا ختلت على الشيطنة والنكرى !؟ ولهذا قال تعالى لنبيه صلى الله عليه و آله وسلم : «مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّه رَمَى»۵ ، «إِنَّ اللّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاءِحْسَـنِ وَ إِيتَآىءِ ذِى الْقُرْبَى»۶ أي القربى ۷ من الحق والتخلّق بأخلاقه «وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ» إنّ العدل لهو المحمدية البيضاء ، والإحسان لهو العلوية المسمّاة بذات اللّه العليا، وذي القربى لهو الفاطمية الزهراء وسائر أنوار أئمّتنا عليهم السلام على سادة سائر الأنبياء وقادة سائر الأولياء .

1.ح : خليفته .

2.م : + بالفلك.

3.م و ح : الاستارة .

4.م : - فضائل .

5.الأنفال (۸): ۱۷ .

6.النحل (۱۶): ۹۰ .

7.ح : القرب .

صفحه از 618