شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 615

وإنّ الفحشاء والمنكر والبغي لهي الثلاثة من خلفاء الشيطان ورؤساء المنافقين الذين مقرّهم السقر والدرك الأسفل والهاوية السفلى .

فتوح استفاضية [في معرفة إطلاقات المادة]

اعلم أنّ مادة صورة الممكنات التي تسمّى بالنفس الرحماني وبالنور المحمّدي عند العرفاء غير مادّة صورة 1 الكائنات التي تسمّى بالهيولى عند الفلاسفة ، وإطلاق المادة على القبيلتين من باب التشبيه والاشتراك ؛ لأنّ المادة عند الفلاسفة شيءٌ وجوده في ذاته بالقوّة أبدا ، وإنّما يتجوهر ويتحصّل موجودا بالفعل من جهة الصّور الطبيعيّة أو المقدارية الحالّة فيها ، وأمّا 2 المادة العرفانية المسمّاة بمادة صور أعيان الممكنات ومهيّاتها فهي عبارة عن نور الإبداع والصنع الّذي ليس بمصنوع ولا بخلوق ؛ فإنّه الحقّ المخلوق به الأشياء ، وهو أوّل فيض وجودي فائض منبجس / الف 76 / من حضرة الذات الأحدية الأقدس تعالى أوّلاً وبالذات ، ويسمّى بالفيض المقدّس وبالنور المحمدي والحقّ المخلوق به وبالحقيقة المحمّدية ، وهو وجود خاص عيني حقيقي منبسط على هياكل قوابل الأشياء ومهياتها ، لا يكون فيه جهة قوّة وإمكان أو حالة وكيفية استعدادية ، بل إن هو إلّا مجرّد الوجود والفعلية به يتوجد الموجودات ويتنوّر ظلمات المهيّات ، وبه فعلية الذوات الإمكانية وأعيانها الظلمانية ، وبه إنيّتها وموجوديتها ، وبه تهوّي هوياتها ؛ إلّا أنّه ذو شؤون ومراتب مترتّبة متفاضلة ، وذو درجات ومنازل متفاوتة بعضُها فوق بعض ، كما اُشير في قوله تعالى : «رَفِيعُ 3 الدَّرَجَـتِ

1.ح : صور .

2.ح : - أمّا .

3.ينبغي أن يعلم أنّ روحانية حروف اسم الرفيع من الراء إلى العين ستون وثلاثمئة درجة عدد درجات العرش المحيط بجملة عوالم الملك والشهادة كما يكون العرش ( م : عرش ) المعنوي وهو عقل الكلّ والنور المحمّدي الّذي كان الجسم الكلّي المسمّى بالفلك المحدّد المحيط بالكل وجوده الثاني، ومظهره في الشهادة محيطا بجميع العوالم الروحانية والجسمانية كلها، وذلك العدد هو عدد أيّام السنة التامة، فكأنّه قيل رفيع درجاته بأن تكون درجاته مرفوعا بالفاعلية وتكون الإضافة إضافة الوصف إلى فاعله، ومن هاهنا أردف قوله: «رفيع الدرجات» بذكر اسم «ذو العرش» ، فتفطّن يا صاحب الفطنة الذاكية والفطرة الزكية والبصيرة الناقدة ! «منه».

صفحه از 618