شرح حديث زينب العطّارة - صفحه 617

الأيمن الأعلى من عرش الرحمن «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»۱ وروح القدس الأعلى والرّوح الإلهي الكلّي الّذي قال الحسن العسكري عليه السلام فيه: وروح القدس في جنان الصّاقورة ، ذاق من حدائقنا الباكورة۲ إلى غير ذلك من الألقاب التي لا تكاد تحصى .
فالعين واحدة ، والأوصاف والنعوت مختلفة ، بل كلّما كان الموجود أقوى وجودا وأعلى مرتبةً كان أوسع شمولاً وأشمل إحاطةً للنعوت والأوصاف ، فلهذا ذهبتْ ۳ أكابر الحكماء إلى أنّ العقل البسيط كلّ الموجودات .
وقالت أساطين العرفاء : إنّ النور المحمّدي والحقيقة المحمّدية البيضاء لهو الكلّ في الكلّ ، وهو المبدأ والمعاد في الجلّ والقلّ ، / الف 77 / وإنّ الحقيقة المحمدية المطلقة التي مرتبتها فوق مرتبة المحمدية البيضاء فوقية مرتبة «أو أدنى» على مرتبة «فكان قاب قوسين» هي حقيقة حقائق الأشياء كلّها ، وهي نور الأنوار التي تنوّرت منه الأنوار جلّها وقلّها ، والاسم الّذي أشرقت به السماوات العلى والأرضون السفلى .
وتلك الكلية هو سريان نور المحمديّة المسمّى بالنفس الرّحماني وبالألف المطلقة والساكنة ، أي ليس بمتحرّك بالسّلب البسيطي ، لا بمعنى عدم الملكة ، فذلك النور المحمّدي الفائض أوّلاً وبالذات عن حضرة الذات تعالى يكون كلّ الوجودات كما يكون الألف التي (هو النفس نفس الإنساني كل الحروف والكلمات ؛ وكما أنّ العقل البسيط يكون كلّ الموجودات بوجه أشرف ، فكذلك يكون في نفس الإنسان الكامل كلّ الموجودات بنحو ألطف ، أي على وجه بسيط أعلى ، كما يعرفه العارفون بعلم النفس) ۴ .

1.طه (۲۰): ۵ .

2.قارن : بحار الانوار ، ج۲ ، ص ۲۶۵ ، ح۵۰ .

3.م و ح : أذهبت .

4.ما بين الهلالين لم يكتب في ح .

صفحه از 618