[ فى اتّحاد المعنونين ب «محمّد بن جعفر» ]
وتحقيق الحال : أنّه يتأتّى الكلام تارةً فى اتّحاد محمّد بن جعفر الأسدى ومحمّد بن جعفر [بن ]عون الأسدى ، واُخرى فى اتّحاد محمّد بن جعفر بن عون ومحمّد بن جعفر [بن محمّد بن ]عون ، ۱ وثالثةً فى اتّحاد محمّد بن جعفر الأسدى ومحمّد بن جعفر بن [عون ]الأسدى .
والظاهر فى المرحلتين الأخيرتين الاتّحاد ، ولم يثبت تعدّد العنوان فى المرحلتين المذكورتين .
وأمّا المرحلة الاُولى فقد نفى الفاضل الاسترآبادى البُعْدَ عن الاتّحاد تارةً ، ۲ واُخرى حَكَم بالاتّحاد ، وقال : «فافهم» . ۳
وظاهر المولى التقى المجلسى القول بالاتّحاد ، حيث إنّه قال فى حقّ محمّد بن جعفر بن عون :
الظاهر أنّه كان يروى أخبار الجبر والتشبيه ، كما رواه الأكثر ، وورد به القرآن المجيد بحسب الظاهر ، وما صنّف فى الردّ على أهل الاستطاعة لايستلزم أن لايكون قائلاً بالحقّ من أنّه لاجبر ولاتفويض ، ولمّا كان الأكثر على الاستطاعة تبعاً للمعتزلة صنّف ما لايقول به ، ولو كان فاسد المذهب ، كيف يعتمد الصاحب عليه السلام عليه بأن يكون بابه ؟ ۴
وروى الصدوق أخباراً مستفيضة تدلّ على وكالته للصاحب عليه السلام ، وظهور المعجزات منه على يده ، فمن أراده فعليه بكمال الدين وكتاب الغيبة ، والوكالة والبابيّة وظهور المعجزات على اليد فى باب محمّد بن جعفر الأسدى .
ويظهر من بعضٍ آخَر أيضاً القول باتّحاد محمّد بن جعفر الأسدى ومحمّد بن جعفر بن عون ، حيث إنّه حكى فى ترجمة محمّد بن جعفر بن عون أنّه عدّه الصدوق فى كمال الدين من الوكلاء الذين وقفوا على معجزات الصاحب عليه السلام ورأوه . ۵
وفى باب مولد صاحب الزمان عليه السلام من الاُصول : «الأسدى ، نعم العديل» . ۶
وقال الشيخ محمّد الحُرّ : هو من مشايخ الكلينى يروى عنه بعنوان محمّد بن أبى عبد اللّه . ۷
قوله : «عدّه الصدوق فى كمال الدين من الوكلاء» .
أقول : إنّ الصدوق روى فى باب ذكر مَنْ شاهد القائم عليه السلام وكلّمه ، عن محمّد بن محمّد الخزاعى ، عن أبى عليّ الأسدي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي أنّه ذكر عدد مَن انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ، ورآه من الوكلاء، إلى أن ذكرمن أهل الريّ «الأسدي» قال: «يعني نفسه». ۸
وهذا المقال من كلام الصدوق أو من كلام محمّد بن محمّد الخزاعى ؟ فلا يكون العدّ معيّناً فى كونه من الصدوق ، كما يقتضيه كلام القائل ، بل الظاهر كون المقالة المشار إليها من كلام محمّد بن محمّد الخزاعى ، فليس العدّ من كلام الصدوق ، كما جرى عليه القائل .
ومع هذا محمّد بن جعفر الأسدى يكنّى بأبى الحسين ولو كان هو محمّد بن جعفر بن عون الأسدى ، كما يظهر من الكلمات المتقدّمة ، ومقتضى الرواية المذكورة كون الأسدى يكنّى بأبى عليّ ، وتعدّد الكنية ظاهر في تعدّد المكنّى ، فليس مَنْ عُدَّ من الوكلاء هو محمّد بن جعفر الأسدى أو محمّد بن جعفر بن عون الأسدى ؛ لكون كلٍّ منهما يكنّى بأبى الحسين .
إلّا أن يكون الأمر مبنيّاً على تعدّد الكنية ، كما أنّ ليث الأسدى ۹ يكنّى بأبى محمّد وأبى بصير ، ۱۰ بل الظاهر من الرواية المذكورة اتّحاد الوكيل الأسدى المدلول عليه بكونه يكنّى بأبى عليّ ، وأبو الحسين كان من الوكلاء ، كما هو مقتضى كلام الشيخ في الرجال والفهرست والغيبة . ۱۱ فالظاهر اتّحاد المكنّى بأبى عليّ وأبي الحسين .
ويمكن أن يكون التكنية بأبى عليّ اشتباهاً من محمّد بن محمّد الخزاعي ؛ لبُعْد الاشتباه من الشيخ فى الكتب الثلاثة ، ولاسيّما مع النجاشى ؛ ۱۲ بناءً على اتّحاد محمّد بن جعفر الأسدى مع محمّد بن جعفر بن عون الأسدى .
ثمّ إنّه يمكن القدح فى دلالة الرواية المذكورة على اعتبار الأسدى بكونه من أجزاء السند .
قوله : «وفى باب مولد صاحب الزمان عليه السلام من الاُصول» إلى آخره .
أقول : إنّه روى الكلينى فى اُصول الكافى عن عليّ ، عمّن حدّثه ، قال :
وُلد لى ولد ، فكتبت أستأذن فى طهره ، أى اختتانه يوم السابع ، فورد : «لاتفعل» ، فمات يوم السابع أو الثامن ، ثمّ كتبت بموته ، فورد : «ستخلّف غيره وغيره تسمّيه بأحمد ، ومن بعد أحمد جعفراً» فجاء كما قال . وتهيّأت للحجّ ، وودّعت الناس ، وكنت على الخروج ، فورد : «نحن لذلك كارهون ، والأمر إليك» . قال : فضاق صدرى ، واغتممت ، وكتبت : أنا مقيم على السمع والطاعة ، غير أنّى مغتمّ بتخلّفى عن الحجّ ، فورد : «لايضيقنّ صدرك ، فإنّك ستحجّ من قابل إن شاء اللّه » . قال :[ولمّا كان من قابل ، كتبت أستأذن] ۱۳ فورد الإذن ، فكتبت : إنّى عادلت محمّد بن العبّاس ، وأنا واثق بديانته وصيانته ، فورد : «الأسدى نعم العديل ، [فإن قدم] ۱۴ فلاتختر عليه» فقدم الأسدى فعادلته . ۱۵
وفى الحاشية تعليقاً على الأسدى فى قوله : «فقدم الأسدى» : والظاهر أنّه بخطّ العلّامة المجلسى : هو أبوالحسين من الوكلاء . ۱۶
1.فى «ح» و «د» : «جعفر بن عون» ، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه .
2.منهج المقال، ص ۲۸۸ .
3.منهج المقال ، ص ۲۸۹ .
4.روضة المتّقين، ج ۱۴ ، ص ۲۳۸ .
5.انظر: منتهى المقال، ج ۵ ، ص ۳۹۸ ، ش ۲۵۳۹ .
6.الكافى، ج ۱ ، ص ۵۲۲ ، ح ۱۷ ، باب مولد الصاحب عليه السلام .
7.لم نعثر عليه فى الوسائل .
8.كمال الدين وتمام النعمة، ج ۲ ، ص ۴۴۲ ، ح ۱۶ ، باب ۴۳ .
9.قوله : «كما أنّ ليث الأسدى يكنّى بأبى محمّد وأبى بصير» . ممّا أطلق فيه الإمام عليه السلام أبا محمّد على أبى بصير ما رواه فى الكافى، ج [ ۳ ، ص ۵۶۲ ، ص ۱۰ ] فى باب مَنْ يحلّ له أن يأخذ من الزكاة ومَنْ لايحلّ له ومَنْ له المال القليل ، بالإسناد عن إسماعيل بن عبد العزيز عن أبيه قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبى عبد اللّه عليه السلام ، فقال له أبو بصير : إنّ لنا صديقا وهو رجل صدوق يدين اللّه بما ندين به ، فقال : «من هذا يا أبا محمّد» إلى آخر الحديث ، وقد اُطلق فيه أبو محمّد على أبى بصير (منه رحمه الله) .
10.انظر: رجال النجاشى ، ص ۳۲۱ ، ش ۸۷۶ ؛ منتهى المقال، ج ۵ ، ص ۲۶۳ ، ش ۲۳۷۵ .
11.رجال الشيخ، ص ۴۹۶ ، ش ۲۸ ؛ الفهرست ، ص ۱۵۱ ، ش ۶۴۶ ؛ الغيبة للطوسى ، ص ۴۰ .
12.رجال النجاشى ، ص ۳۷۳ ، ش ۱۰۲۰ .
13.أضفناه من المصدر .
14.أضفناه من المصدر .
15.الكافى، ج ۱ ، ص ۵۲۲ ـ ۵۲۳ ، ح ۱۷ ، باب مولد الصاحب عليه السلام .
16.مرآة العقول، ج ۶، ص ۱۹۲ .