رساله‏ هايى از كلباسى درباره اسناد كافى - صفحه 241

[ ما يمنع من اتّحاد بن جعفر الأسدى مع بن جعفر بن عون ]

ثمّ إنّ رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبى محمّد بن جعفر بن عون بناءً على رجوع الضمير فى قول النجاشى : «روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى» ۱ إلى الأب يمانع عن اتّحاد محمّد بن جعفر بن عون مع محمّد بن جعفر الأسدى الذى كان من الوكلاء ؛ إذ أحمد بن محمّد بن عيسى من أصحاب الرضا والجواد والهادى عليهم السلام ، فهو فى مرتبة محمّد بن جعفر ، ولامجال لكونه من الوكلاء .
ولو كان الضمير المذكور راجعاً إلى محمّد بن جعفر ، فالأمر أظهر .
إلّا أن يقال : إنّه لابأس بكون أحمد بن محمّد بن عيسى راوياً عن أبى محمّد بن جعفر ، وكان محمّد بن جعفر صغيراً ثمّ صار من الوكلاء ، فلا يمانع رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبى محمّد بن جعفر بن عون الأسدى عن كون محمّد بن جعفربن عون الأسدى المشار إليه هو محمّد بن جعفر الأسديّ المذكور بكونه من الوكلاء .
إلّا أن يقال : إنّ مقتضى الرواية المذكورة ـ رواية والد الأسدى عن محمّد بن أبى عبد اللّه ـ كون الأسديّ من الوكلاء ، فمقتضاه كون الأسدي غيرَ صغيرٍ في زمان والده .
لكن نقول : إنّه لابأس بإدراك الأسدى زمان مولانا الهادى عليه السلام إلى زمان الغيبة ، كيف ! وقد أدرك بعضٌ بل كثير من الرواة أربعةً من الأئمّة عليهم السلام .

[ فى كنية محمّد بن جعفر ]

ثمّ إنّه قد عبّر فى الفقيه فى باب ما يجب على مَنْ أفطر أو جامع فى شهر رمضان متعمّداً أو ناسياً ، ۲ وفى باب [ثواب ]معانقة الحاجّ : ب «أبى الحسين البصرى رضى الله عنه» ۳ وفى باب علل الحجّ : ب «الأسدى أبى الحسين رضى الله عنه» . ۴
والظاهر بل بلاإشكال أنّ المقصود هو محمّد بن جعفر الأسدى ؛ لأنّه كان يكنّى بأبى الحسين ، كما يظهر ممّا مرّ ، مضافاً إلى تصريح سلطاننا فى الأوّلين ، والفاضل الاسترآبادى ـ على مانقله تلميذه الفاضل الشيخ محمّد ۵ ـ فى الأخير بذلك ، ۶ فضلاً عن شهادة التعبير بأبى الحسين محمّد بن جعفر الأسدى رضى الله عنه فى أوائل الزكاة ، ۷ وفى باب إبطال الشهادة على الجنف والربا وخلاف السنّة ، ۸ وفى باب الرهن . ۹
فقد بانَ الحال فيما فى الفقيه فى باب سجدة الشكر والقول فيها من قوله :
وفى رواية أبى الحسين الأسدى رضى الله عنه أنّ الصادق عليه السلام قال : «إنّما يسجد المصلّى سجدة بعد الفريضة ليشكر اللّه تعالى ذكره فيها على ما مَنّ عليه من أداء فرضه ، وأدنى مايجزئ فيها شكر اللّه ثلاث مرّات» . ۱۰
فإنّ المقصود بأبى الحسين فيه أيضاً إنّما هو محمّد بن جعفر الأسدى .
لكنّه يشكل بأنّ رواية محمّد بن جعفر الأسديّ عن الصادق عليه السلام غير ممكنة ؛ لما تقدّم عن الشيخ فى كتاب الغيبة والرجال من أنّه من الأبواب . ۱۱
إلّا أن يقال : إنّ المقصود بالصادق إنّما هو إمام العصر عجَّلَ اللّه فرجه ، كما اُطلق الصادق على الهادى عليه السلام فيما رواه فى التهذيب والاستبصار فى باب أقلّ ما يعطى الفقير من الصدقة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبى الصهبان قال : «كتبت إلى الصادق عليه السلام » . ۱۲
قيل : ۱۳ المراد بالصادق هنا هو محمّد الهادى عليه السلام فإنّ محمّد بن أبى الصهبان بعيد الطبقة عن أبى عبد اللّه عليه السلام .
وقال السيّد الداماد فى حاشية الاستبصار : المعصوم المكتوب إليه هو أبو محمّد العسكرى ، أو أبوه أبوالحسن الثالث ؛ لأنّ محمّد بن أبى الصهبان من رجالهما عليهماالسلام .
ويحتمل أن يكون هو أبوجعفر الجواد عليه السلام ؛ لأنّه أدرك عصره .
والأظهر أنّه هو أبوالحسن الثالث عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام ؛ لأنّه أكثر روايةً عنه ، وكما أُطلق أبو عبد اللّه عليه السلام على سيّد الشهداء عليه السلام فيما رواه فى كامل الزيارة :
عن سليمان بن عيسى ، عن أبيه ، قال : قلت لأبى عبد اللّه عليه السلام : كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك ؟ قال [لى] : ۱۴ «يا عيسى إذا لم تقدر على المجى ء فإذا كان فى يوم الجمعة فاغتسل أو توضّأ واصعد على سطحك وصلّ ركعتين وتوجّه نحوى» . ۱۵
فإنّ المقصود بأبى عبد اللّه فيه إنّما هو سيّد الشهداء ، بقرينة متن الرواية وسائر ما اُورد فى زيارة سيّد الشهداء عليه السلام .
إلّا أن يقال : إنّ بيان الزيارة لاينافى كون المقصود بأبى عبد اللّه عليه السلام هو الصادق عليه السلام ؛ لاستحباب زيارة سائر الأئمّة غير سيّد الشهداء أيضاً ، بل فى ذيل رواية اُخرى مرويّة فى كامل الزيارة عن أبى عبد اللّه عليه السلام مشتملة على بيان الزيارة : «وليوف بالسلام إلى قبورنا ، فإنّ ذلك يصل إلينا» . ۱۶
والظاهر أنّ المقصود بأبى عبد اللّه فيه هو الصادق عليه السلام .
إلّا أن يقال : إنّ الظاهر من السؤال والجواب فى تلك الرواية هو تعاهد زيارة أبى عبد اللّه ، والمتعاهد زيارة سيّد الشهداء عليه السلام .
ويرشد إلى ذلك أنّه روى تلك الرواية فى كامل الزيارات فى باب مَنْ نأت داره وبعُدت شقّته كيف يزور الحسين عليه السلام ؟ ۱۷
ونظيره ـ أعنى مايكون مطلقاً من الأخبار لكن ذُكر فى بعض الأبواب من كتب الأخبار وذِكْرُه فيه يظهر عن التقييد ـ متكرّر ، كما فى قول الكاظم عليه السلام : «إن شككت فابن على اليقين» حيث إنّه مطلق لكن ذكره الصدوق فى باب أحكام السهو فى الصلاة . ۱۸
وكذا ما روى فى مسح موضع السجود باليد وإمرارها على الوجه ، فإنّه مطلق لكن ذكره المشايخ الثلاثة فى باب سجدة الشكر وإن يساعدها بعض الروايات . ۱۹
وكذا ما روى فى باب السجود عن أبى الحسن موسى عليه السلام من أنّه كان يقول : «اللّهمّ إنّى أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب» ۲۰ حيث إنّه مطلق لكن ذُكر فى باب السجود ، مع أنّه لادلالة فيه على أنّه عليه السلام كان يقوله فى السجدة فضلاً عن سجدة الصلاة ، فضلاً عن السجدة الأخيرة ، وإن كان مقتضى غير واحدٍ من الأخبار كون الدعاء فى سجدة الصلاة . ۲۱
بل ربما روى فى المصباح بسنده عن أبى الحسن عليه السلام قال : «ما على أحدكم إذا دفن ووسد فى التراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من الطين ، ولايضعها تحت رأسه ؟» . ۲۲
والظاهر من الطين هو الطين المتعارف ، لكن ذكره الشيخ فى جملة أخبار التربة ، إلّا أنّه يبعد أخذ اللبنة من قبر سيد الشهداء عليه السلام فى أزمنة إمكان الأخذ ، ولاسيّما بعدد آحاد الناس ، فالأمر فى الرواية المذكورة من باب انصراف المطلق إلى بعض الأفراد ، وذكره فى بعض كتب الأخبار فى موردٍ يظهر عن كون الغرض فرداً آخَر .
وربما ذكر فى الوسائل ۲۳ أنّ القرينة على كون المقصود بالطين فى تلك الرواية هو التربة هو كون التربة محلّ التبرّك .
لكنّه ـ بعد ظهور فساده بما سمعت ـ مدفوعٌ بأنّه يمكن أن يكون الغرض جَعْل لبنة من الطين ، أى لبنة مرطوبة ، وإلّا فكلّ لبنة من الطين ، والجهة عدم تطرّق العذاب مدّة رطوبة اللبنة ، نظير ماورد فى الجريدتين ، ۲۴ ورشِّ القبر بعد الدفن بالماء . ۲۵
لكن نقول بعد ذلك : إنّه ينافى احتمال كون المقصود بالصادق فى الرواية المتقدّمة إمامَ العصر عليه السلام أنّ الشيخ عدّ فى الرجال محمّد بن جعفر ممّن لم يروا . ۲۶
ويمكن أن يقال : إنّ الأمر مبنيّ على الإرسال ، ولعلّه لذا قال في الفقيه : «وفي رواية أبي الحسين الأسدى» ۲۷ ولم يقل : روى أبو الحسين الأسدى ، كما هو دأبه فى أمثال المقام .

1.رجال النجاشى ، ص ۳۷۳ ، ش ۱۰۲۰ .

2.الفقيه، ج ۲ ، ص ۷۴ ، ح ۳۱۷ ، باب ما يجب على من أفطر . وفيه : «فى روايات أبى الحسين الأسدى رضى الله عنه» .

3.الفقيه، ج ۲ ، ص ۱۹۶ ، ح ۸۹۲ ، باب ثواب معانقة الحاج . وفيه : «فى رواية أبى الحسين الأسدى رضى الله عنه» .

4.الفقيه، ج ۲ ، ص ۱۲۷ ، ح ۵۴۶ ، باب علل الحجّ .

5.انظر : استقصاء الاعتبار، ج ۴ ، ص ۵۱۴ .

6.منهج المقال، ص ۲۸۸ .

7.الفقيه، ج ۲ ، ص ۴ ، ح ۶ ، باب علّة وجوب الزكاة .

8.الفقيه، ج ۳ ، ص ۴۰ ، ح ۱۳۵ .

9.الفقيه، ج ۳ ، ص ۲۰۰ ، ح ۹۰۹ .

10.الفقيه، ج ۱ ، ص ۲۱۹ ، ح ۹۷۷ ، باب سجدة الشكر والقول فيها .

11.رجال الشيخ، ص ۴۹۶ ، ش ۲۸ ؛ الفهرست ، ص ۱۵۱ ، ش ۶۴۶ .

12.تهذيب الأحكام، ج ۴ ، ص ۶۳ ، ۱۶۹ ، باب ما يجب أن يخرج من الصدقة وأقلّ ما يعطى ؛ الاستبصار، ج ۲، ص ۳۸ ، ح ۱۱۸ ، باب أقل ما يعطى الفقير من الصدقة .

13.قال به فى المنتقى، ج ۲ ، ص ۴۱۵ .

14.أضفناه من المصدر .

15.كامل الزيارات، ص ۲۸۷ ، ش ۴ ، الباب السادس والتسعون ؛ الوسائل، ج ۱۴ ، ص ۵۷۸ ، أبواب المزار باب استحباب زيارة قبور النبى والأئمة ، ح ۵ .

16.كامل الزيارات، ص ۲۸۸ ، ش ۶ الباب السادس والتسعون ؛ الوسائل، ج ۱۴ ، ص ۵۷۷ ، أبواب المزار باب استحباب زيارة قبور النبى والأئمة ، ح ۱ .

17.كامل الزيارات، ص ۲۸۸ ، ش ۶ ، الباب السادس والتسعون .

18.الفقيه، ج ۱ ، ص ۲۳۱ ، ح ۱۰۲۵ ، باب أحكام السهو فى الصلاة ؛ الوسائل، ج ۸ ، ص ۲۱۲ ، أبواب الخلل الواقع فى الصلاة باب وجوب البناء على الأكثر ... ، ح ۲ .

19.الكافى، ج ۳ ، ص ۳۴۴ ، ح ۲۳ ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ؛ الفقيه، ج ۱ ، ص ۲۱۸ ، ح ۹۶۸ ، باب سجدة الشكر والقول فيها ؛ تهذيب الأحكام، ج ۲ ، ص ۱۱۲ ، ح ۴۲۰ ، باب كيفيّة الصلاة وصفتها ؛ الوسائل، ج ۷ ، ص ۱۳ ، أبواب سجدتى الشكر ، باب استحباب مسح اليد على موضع السجود ثمّ مسح الوجه بها .

20.الإرشاد للمفيد، ج ۲ ، ص ۲۳۱ ؛ الوسائل، ج ۷ ، ص ۱۰ ، أبواب سجدتى الشكر ، باب استحباب تعفير الخدين على الأرض بين سجدتى الشكر ، ح ۹ .

21.انظر: الوسائل، ج ۶ ، ص ۳۳۹ ، أبواب السجود باب استحباب الدعاء بالمأثور فى السجود .

22.المصباح، ص ۶۷۸ ؛ الوسائل، ج ۳ ، ص ۳۰ ، أبواب التكفين باب استحباب وضع التربة الحسينية مع الميّت ، ح ۳ .

23.الوسائل، ج ۳ ، ص ۳۰ ، أبواب التكفين باب استحباب وضع التربة الحسينيّة مع الميت . ذيل الحديث ۳ .

24.الوسائل، ج ۳ ، ص ۲۴ ، أبواب التكفين باب استحباب كون الجريدتين من النخل .

25.الوسائل، ج ۳ ، ص ۱۹۵ ، أبواب الدفن باب استحباب رشّ القبر بالماء .

26.رجال الشيخ، ص ۴۹۶ ، ش ۲۸ .

27.الفقيه، ج ۱ ، ص ۲۱۹ ، ح ۹۷۷ ، باب سجدة الشكر .

صفحه از 310