[ فى رواية الكلينى عن محمّد بن جعفر الرزّاز ]
بقى أنّه قد روى الكلينيّ ۱ عن محمّد بن جعفر الرزّاز ۲ المكنّى بأبي العبّاس ، إلّا أنّه اختلف تعبير الكلينى ۳ عنه فى الرواية عنه بين التعبير بالاسم وباللقب ، وبالاسم والكنية ، وبالاسم واللقب ، وبالكنية واللقب .
وبالجملة ، قد حكى عن بعضٍ طرح الاتّحاد بين محمّد بن جعفر الرزّاز ومحمّد بن جعفر الأسدى المتقدّم .
ويندفع باختلاف اللقب والكنية بالأسدى والرزّاز وأبى الحسين وأبى العبّاس ، مع أنّ موت محمّد بن جعفر الأسدى ـ كما يأتى ـ كان فى سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة .
وعن رسالة أبى غالب : «أنّ موت محمّد بن جعفر الرزّاز كان فى سنة عشر و ثلاثمائة ، كما فى بعض النسخ ، وإحدى عشرة وثلاثمائة كما فى بعضٍ آخر من النسخ» . ۴
وإن قلت : إنّ عدم عنوان الرزّاز فى كلام النجاشى والشيخ فى الرجال والفهرست يظهر عن الاتّحاد .
قلت : هذا الإظهار مدفوعٌ بما سمعت ، مضافاً إلى ما ذكره بعض الأعلام من أنّ الرزّاز وإن لم يكن معنوناً فى كلام النجاشى والشيخ إلّا أنّه ذكره النجاشى فى تضاعيف التراجم . ۵
لكنّه يضعّف : بأنّ مجرّد ذكره لاينافى الاتّحاد ولايقتضى التعدّد ، بل المنافى للاتّحاد والمقتضى للتعدّد إنّما هو الذكر بعنوانٍ على حدة ، فضلاً عن وقوع التعدّد فى كلام السيّد السند التفرشى ۶ وبعض المتأخّرين ، والجزم به من بعض ۷ الأعلام .
هذا ، ولو كان رواية الكلينى عن محمّد بن جعفر مقيّداً بأبى العبّاس أو الرزّاز أو الأسدى ، فلا إشكال فى أنّ المقصود به هو محمّد بن جعفر المذكور .
وإن كان مطلقاً ، فإن روى عن محمّد بن عبد الحميد أو عن أيّوب بن نوح ، فهو الرزّاز ؛ لتصريح السيّد السند التفرشى بأنّه روى عنهما ، ۸ ولوقوع التقييد بالرزّاز ـ فى الرواية عنهما ـ فى كلام الكلينى فى بعض المواضع . ۹
فقد بانَ ضعف ماذكره المولى التقى المجلسى فيما رواه الكلينى فى كتاب الحجّ ـ فى باب كفّارات ما أصاب المُحْرم من الطير والبيض ـ عن محمّد بن جعفر عن محمّد بن عبد الحميد ، ۱۰ من أنّ الظاهر أنّ محمّد بن جعفر هو الأسدى ، ويحتمل أن يكون هو الرزّاز . ۱۱
وعلى ذلك المنوال الحالُ فيما لو روى عن محمّد بن خالد الطيالسى ، أو يحيى بن زكريّا ، أو محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، أو عبد اللّه بن محمّد بن خالد ، أو يحيى بن زكريّا اللؤلؤىّ ، أو عبد اللّه بن [أبى عبد اللّه ] ۱۲ محمّد بن خالد ؛ لأنّ مقتضى كلام النجاشى فى تراجم هؤلاء ۱۳ رواية محمّد بن جعفر الرزّاز عنهم .
ولو روى عن محمّد بن إسماعيل البرمكى ، فهو الأسدى ؛ لما مرّ من رواية الكلينى ـ فى باب حدوث العالم ـ بهذه العبارة : «حدّثنى محمّد بن جعفر الأسدى عن محمّد بن إسماعيل البرمكى» . ۱۴
وكذا الحال لو روى عن محمّد بن إسماعيل مطلقاً ؛ لشهادة التقييد بالبرمكى ـ فيما ذكر ـ بكون المقصود من المطلق هو البرمكى ؛ ولتصريح النجاشى فى ترجمة محمّد بن إسماعيل البرمكى بأنّه روى عنه محمّد بن جعفر الأسدى . ۱۵
وكذا الحال لو روى عنه التلعكبرى ؛ لتصريح الشيخ فى الفهرست بأنّه روى عن محمّد بن جعفر الأسدى . ۱۶
1.قد ذكر المولى التقي المجلسي [روضة المتّقين، ج ۱۴ ، ص ۴۳۲] أنّ محمّد بن جعفر الرزّاز أبا العباس روى عنه الكليني ، وروى هو عن محمّد بن عيسى عن عليّ بن مهزيار وروى أيضا عن محمّد بن عبد الحميد وأيّوب بن نوح ولم يكن له كتاب وكان ذكر أمثاله لمجرّد ذكر السند . (منه عفى عنه) .
2.الكافي، ج ۷ ، ص ۴۵۶ ، ح ۱۲ ، باب النذور .
3.الكافى، ج ۷ ، ص ۴۵۶ ، ح ۱۲ ، باب النذور .
4.رسالة أبى غالب الرزارى، ص ۱۴۱ .
5.رجال النجاشى ، ص ۴۲۴ ، ش ۱۱۴۰ ، فى ترجمة ميّاح المدائنى .
6.نقد الرجال، ج ۴ ، ص ۱۵۹ ، ش ۴۵۴۳ ، ش ۱۸۷ ؛ و ص ۱۶۲ ، ش ۴۵۵۳ ، ش ۱۹۷ .
7.انظر: منتهى المقال، ج ۴، ص ۱۵۹، ش ۴۵۴۵ / ۱۸۹؛ وص ۱۶۲، ش ۴۵۵۳ / ۱۹۷.
8.نقد الرجال، ج ۴ ، ص ۱۵۹ ، ش ۴۵۴۵ / ۱۸۹ .
9.الكافى، ج ۵ ، ص ۲۳۶ ، ح ۱۸ ، باب الرهن ؛ و ج ۶ : ۶۳ ، ح ۴ باب أنّه لاطلاق قبل النكاح ؛ وص ۶۴ ، ح ۱ ، باب تفسير طلاق السنة ... ؛ وص ۷۶ ، ح ۳ ، باب التى لاتحلّ لزوجها حتى تنكح زوجا غيره .
10.الكافي، ج ۴ ، ص ۳۹۰ ، ح ۹ باب كفارة ما أصاب المحرم من الطير والبيض .
11.لم نعثر عليه فى روضة المتّقين .
12.أضفناه من المصدر .
13.رجال النجاشى ، ص ۳۴۰ ، ش ۹۱۰ ؛ و ص ۴۴۲ ، ش ۱۱۹۰ ؛ و ص ۳۳۴ ، ش ۸۹۷ ؛ و ص ۲۱۹ ، ش ۵۷۲ . ولم نعثر فيه على ترجمة يحيى بن زكريا اللؤلؤى .
14.الكافى، ج ۱ ، ص ۷۸ ، ح ۳ ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث .
15.رجال النجاشى ، ص ۳۴۱ ، ش ۹۱۸ .
16.الفهرست ، ص ۱۵۱ ، ش ۶۴۶ .