[ فى حال حميد ]
والمقصود بحميد هو حُمَيد بن زياد ، حيث إنّ الشيخ ذكر فى الرجال فى ترجمة إبراهيم بن سليمان بن أبى إسحاق أنّه روى عنه حُمَيد بن زياد ، ۱ مع أنّه فى الفهرست قيّد الحُمَيد بابن زياد فى بعض رواياته : عن جماعة عن حُمَيد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان ، ۲ وكذا بعض رواياته : عن جماعة عن حُمَيد بن زياد عن غير إبراهيم . ۳
ومات حُمَيد بن زياد فى سنة ست وثلاثمائة على ما ذكره النجاشى فى ترجمته ، ۴ وموت الكلينى فى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة على ما ذكره النجاشى ، ۵ أو سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة على ما ذكر الشيخ فى الفهرست ، ۶ فموت حُمَيد بن زياد ـ الذى يروى عن إبراهيم بن سليمان الذى يروى عن محمّد بن أبى عبد اللّه المذكور ـ قبل موت الكلينى بتسع سنة ، أو ثمان سنة فرواية الكلينى عن إبراهيم بعيدة ، بخلاف محمّد بن جعفر الأسدى المذكور ، فإنّه قد ذكر النجاشى فى ترجمته أنّ موته كان فى سنة اثنتى عشرة وثلاثمأئة ، ۷ فموته كان قبل موت الكلينى بسبع عشرة سنة ، أو ستّ عشرة سنة .
وإن قلت : إنّ عبارة الشيخ هكذا : «محمّد بن أبى عبد اللّه له كتاب ، محمّد بن بكر الأزدى له كتاب ، محمّد بن مروان له روايات ، رويناها كلّها بهذا الإسناد عن حُمَيد عن أبى إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزّاز عنهم» ۸ والمقصود بقوله : «رويناها كلّها» ۹ روايات محمّد بن الصباح .
قلت : إنّه قال قبل ذلك : «محمّد بن فضيل له كتاب ، محمّد بن زايد الخزّاز له كتاب ، رويناهما عن حُمَيد بالإسناد الأوّل عن الحسن بن عليّ اللؤلؤى الشعيرى عنهما» ۱۰ والمقصود بقوله : «رويناها كلّها» هو رواية الكتب والروايات المتقدّمة ممّا بعد عنوان محمّد بن زايد بشهادة قوله : «عنهما» .
فالظاهر بل المتعيّن أنّ المقصود بمحمّد بن أبى عبد اللّه فى كلام النجاشى ۱۱ هو محمّد بن جعفر بن عون الأسدى ؛ لعدم إطلاقه فى الرجال على غيره من غير مَنْ عنونه الشيخ ، ۱۲
بل عرفت بُعْد كونه مراداً فى المقام ، بل فيه كمال البُعْد .
وعلى أيّ حال ظهر بما ذُكر أنّ الأظهر اتّحاد محمّد بن أبي عبد اللّه ومحمّد بن جعفر بن عون الأسديّ . وعليه جرى الفاضل الاسترآبادي . ۱۳
وما صنعه السيّد السند التفرشى ـ حيث جعل الاتّحاد من باب الاحتمال ۱۴ ـ كما ترى .
ومن العجيب ما حكى عن صاحب المشتركات من أنّ محمّد بن أبى عبد اللّه المعنون فى الفهرست روى عنه الكلينى ، وهو يروى عن محمّد بن جعفر الأسدى ؛ ۱۵ لبُعد مساعدة الطبقة لرواية الكلينى عن محمّد بن أبى عبد اللّه المذكور ، كما مرّ ، وعدم اتّفاق رواية محمّد بن أبى عبد اللّه عن محمّد بن جعفر الأسدى ، وقد نفى الوقوف على روايته عنه بعض المتأخّرين .
هذا بناءً على كون الضمير المرفوع راجعاً إلى محمّد بن أبى عبد اللّه ، ويمكن أن يكون الضمير المشار إليه راجعاً إلى الكلينى بكون الغرض دعوى اتّحاد محمّد بن أبى عبد اللّه ومحمّد بن جعفر الأسدى .
وبمامرّ يظهر الحال فى محمّد بن أبى عبد اللّه المعدود من أعداد عدّة سهل بن زياد .
1.رجال الشيخ، ص ۴۴۰ ، ش ۲۴ .
2.الفهرست ، ص ۱۵۱ ، ش ۶۴۴ حيث قال فيه : «محمّد بن مسكين له كتاب ، أخبرنا به جماعة عن أبى المفضل عن حميد بن زياد عن ابراهيم بن سليمان بن حيان» .
3.الفهرست ۶۴ ، ش ۲۴۸ وقال فيه ، ص «حمزة بن حمران له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا عن أبى المفضل عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عنه» .
4.رجال النجاشى ، ص ۱۳۲ ، ش ۳۳۹ و فيه : «مات حُمَيْد سنة عشر وثلاثمائة» .
5.رجال النجاشى ، ص ۳۷۷ ، ش ۱۰۲۶ .
6.الفهرست ، ص ۱۳۵ ـ ۱۳۶ ، ش ۵۹۱ .
7.رجال النجاشى ، ص ۳۷۳ / ۱۰۲۰ .
8.الفهرست ، ص ۱۵۳ ، ش ۶۷۰ ، ۶۷۲ ، ۶۷۳ ، ۶۷۴ .
9.أى هذه العبارة موجودة بعد عنوان محمّد بن الصباح حيث قال فيه : «محمّد بن الصباح ، له روايات ، روينا كلّها» .
10.الفهرست ، ص ۱۵۳ ، ش ۶۶۸ ، ۶۶۹ .
11.رجال النجاشى ، ص ۳۷۳ ، ش ۱۰۲۰ ، حيث قال فى ترجمة محمّد بن جعفر بن محمّد : «يقال له محمّد بن أبى عبداللّه » .
12.عنونه الشيخ فى الفهرست ، ص ۱۵۳ ، ش ۶۷۰ .
13.منهج المقال، ص ۲۷۵ .
14.نقد الرجال، ج ۴ ، ص ۱۰۵ ، ش ۴۴۰۰ / ۴۴ قال فيه : «إن كان هذا محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الآتى ، فيكون ثقة» .
15.انظر: جامع المقال ، ۱۸۱ .